نُقدًر ما نملك كثيراً ....بعد فقـده
ذُهل خالد حين تناهى لسمعه كلمات زوجته
لم يخطر بباله أن تتفوه يوما ما
بما سمعـه
سألها أن تعيد كلامها ..
لكنها رفضت الإصغاء له
لقد سمعتني أول مرة ولن أكرر
ألقى بنفسه على أقرب مقعد غير مصدق....
كلماتها واضحة لا تحتاج لإيضاح
لن تذهب معي ..بصراحة وجودك يسبب لي حرجاً .أتظن أنك تليق بمثلي.
كيف كان لها أن تنطق بها
ما الذي تبدل...ما الذي تغير
أين زوجتي الحنون
رفيقة الحياة الرقيقة
أم أبنائي..بل أمي الثانية
أخذه التفكير بعيــدا.... للماضي القريــب
لم تكن على قدر من الجمال
لكن جمال روحها كان يطغى على ما عداه
رقيقة..عطوفة...حنونة....
تنثر الفرح أينما تواجدت....
و تزداد الومضات بريقاً .......
منذ وقت والتغيرات تتوالى
فقدت من وزنها الكثير
لم يسأل عن السبب
أكانت تعاني من مرض ما...
لم يهتم
ببساطة
كان سعيدا .....
ومع وضوح الرشاقة والأناقـة
أكثرت من قضاء الأوقات خارج البيت
طلبها للمـال زاد بشكل واضح
لم تكن جشعة ولكنها أصبحت متطلبة....
وشيء غريب ......
جمال من نوع آخر يشع عليها
يكتسي شعور الزهـو والفرح حين يسمع والدته وأخواته يكثرن من مدحها
ألم تخبره والدته عن شعورها بالفخر حين ترى غيرة النساء من زوجته
ألم تقل له أنها جمعت بين جمال الروح وجمال الشكل
والدته التي أخذت تكثر من الاتصال بزوجته
وتصطحبها للولائم ولدعوات الزفاف
بعد أن كانت لسنوات تتحاشى الخروج معها حتى للتسوق
نهض من على مقعده وتوجه لها قائلا
لن اسمح لكِ بالخروج
ببساطة أجابت: حقك ....
جن جنونه...
واستيقظ المارد بداخله
ثار..صرخ...ألقى بكل ما في طريقه أرضاً
ارتفعت أصوات التكسير ... والصراخ
وهي....صامتة كالجدار
حتى أصابه التعب وصمت..
ونظر لها بيأس....
فأشاحت بوجهها بعيدا عنه
دخلت لغرفتها...بدلت ملابسها...
وذهبت للمطبخ ..أعدت له كوبا من الليمون
قربته منه
وعادت تلملم شظايا الأثاث والأواني المحطمة
لم تنطق بكلمة...
نظر لها طويلا....
ألقى بكوب الليمون أرضا...
وطرق مسمعها صوت إغلاق باب البيت بقوة كاد معها الباب أن يقع.
بلا مبالاة تابعت عملها
لم تدري كم مرً من الوقت قبل أن يعود
دخل إنساناً غير الذي خرج
مشوش ... عيناه زائغتان...
نظرت له مبتسمة...
هل أعد لكَ شيئا..
بصعوبة خرجت الكلمات
تعالي....
آمراً أضــاف:
اجلسي هنا...
أعطني مبررا لما قلته
أأنا أحرجك ...ووجودي يقلل من شأنك
عادت الابتسامة تنير وجهها ..
هل جرحتك كلماتي... أكانت قاسية إلى هذا الحد؟؟؟!!!
هز رأسه بالإيجاب...
بالضبط هذا ما حصل لي منذ سنة ويزيد
نظر لها غير مصدقاً...
وفجأة ضرب جبهته بقبضة يـده
أيعقل ....
هل من الممكن...؟
لا...!
كيف .... ؟
متى .....؟
من ....؟
لماذا الآن ؟؟؟؟؟؟
أجابته بصوت يختنق أسىَ وحزناً
نعم
سمعت كل حرف
حين قلت لأخيك ليتها تدري أي حرج تسببه لي بسمنتها
وكم أشعر بالخزي حين أخرج معها
وأنك تكره اللقاءات العائلية لضرورة تواجدي معك
ولأي درجة أنت نادم على تسرعك بالارتباط بمن هي مثلي
وكم تتمنى وتحلم بأن تجد وسيلة للتخلص مني بدون مشاكل
ولولا حملي السريع لكنت طلقتني بداية زواجنا.
حفظت جرحي بداخلي ... وها أنا ....
كما كنت تحلم و تتمنى
ولكن جسـد بلا روح
شكـل بلا مشاعــر
طلق إن شئت ..فما عـاد يهمني.....
فقد قتلتَ أجمل ما في داخلي.
وبقي سؤال غامض مبهم....
يستجدي الجواب
أهي من تغيرت ...
أم هو من تغير
أم أن ما حدث غيَر كلاهما؟؟؟؟؟؟