مراقبة
ضوء أديسون
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 22,569 المواضيع: 8,058
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: بيع كتب
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
ليس الأعمى من لا يرى بعينيه إنما من لا يرى نعم الله بقلبه!
ليس الأعمى من لا يرى بعينيه إنما من لا يرى نعم الله بقلبه!
ماذا يا ترى يجعل الدنيا جميلة؟ أغلق عينيك ساعةً كاملة، نصف ساعة يكفي! عشر دقائق! لا تخف سوف تبصر بعد قليل إنما عليك التحسس والتلمس كي تعوض عن البصر في الفترة التي تغلق فيها عينيك! كيف إذن بمن يعيش طول عمره دون عينين، في كتلة من ظلامٍ دائم؟ هل تخيّلت كيف جمال العين يلفت نظرنا ويزيد في الجمال؟
أستيقظ كلّ يوم وأول الأشياء التي أفعلها أبحث عن النظارة التي صادقتها منذ عشرات السنين. أرى من دونها لكن عندما أرتديها تصفو الصورة ويخطر في بالي قيمة البصر. شكرًا جزيلًا يا رب، كم من حاجة في لحظة واحدة يظهر منها قيمة العين ولمن يقول البصر نعمة عادية، هلا سألت من فقد عينيه فلا يرى الوجوه الصبيحة وشروق الشمس والبسمات الرائعة؟ لا يرى كسوة الأشجار الخضراء في الربيع ولا تعرّيها في الخريف!
نعمة واحدة نعمة البصر تنشطر إلى ملايين النعم؛ قمتُ من النوم واخترت ألوانَ الملابس، نزلت الدور السفلي دون أن أقع، وجدت محفظتي ومفاتيح السيارة، قرأت رسائل المساء في الهاتف المحمول، خرجت إلى الشارع واستمتعت بقيادة السيارة! ماذا أعدّ لكم من النعم، أشكال وألوان من البهجة لا يعرفها من فقد البصر. هات أعقد حاسوب في العالم، لا يستطيع أن يعد نعمةً واحدة من نعم الله. أنا وأنتم نقرأ ونكتب فمن يستطيع قياس حجم المتعة والفائدة من العلم؟ أي حاسوب يستطيع قياس كمية الأحاسيس والمتعة؟!
لا يعرف قيمة البصر إلا من أُغلقت نافذته إلى الدنيا فلا يرى إلا ظلامًا في ظلام! لا صور ولا ألوان تحمله عيناه إلى واقع الحقيقة إنما غابة شكوك في الأشياء والصور. نعمة يجهلها من فقد البصيرة ولم يقرأ بقلبه: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}! يا من لا يرى الله ببصيرته: خذ نفسًا وانظر، سوف ترى الله في كلّ شيء، غير محتاج إلى دليلٍ يدل عليه.
إذا عدت إلى بيتكَ مساءً ورأيت جمال عيني زوجك فعانقتها، لا تنس أنك رأيت زوجتك بعينيك فاخترتها. إذا حملتَ طفلك على كتفيك وأنت ترى ضحكته الشهية، فاعلم أن عينك تفتحت على قدرة الله. نعمة لا يعرفها إلا من فقد عينيه.
جاء في رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام: "وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرًا أو تستفيد بها علمًا فإن البصر باب الاعتبار". نافذة إلى النور أو نافذة إلى النار، تلك هي نعمة العين ببساطة! "يا ابن جندب! إن عيسى بن مريم عليه السلام قال لأصحابه: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه".
كيف بمن فقد البصيرة وصار قلبه أعمى لا يرى الله؟ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.