الذهاب إلى القدس !!
.
السؤال اللي كان يشغل تولستوي وهو بيكتب رائعته " العجوزان " هو : أيهما أولى بالرعاية أن أسافر بآلاف الجنيهات إلى القدس لأنال بركة أم أن أساعد بتلك الأموال جاري الفقير الذي يبيت جائعًا ؟!
فصاغ الإجابة في "العجوزان " أريد رحمة لا ذبيحة ، حيث عجز بطل الرواية "اليشع" أن يسافر إلى القدس بسبب بعض مواقف المساعدة التي قدمها لفقراء ففاته السفر ..
وحين عاد صديقه من القدس طرح على "إليشع" -الذي لم يذهب الى القدس - هذا السؤال : كيف يا " اليشع" كنت تصل إلى المذبح داخل كنيسة القيامة وسط كل هذا الإزدحام ؟ لقد كنت أراك كل يوم واقف بجوار المذبح ووجهك منير ؟ فأحاول أن أقترب منك فلا استطيع بسبب الزحام ؟ وهنا يصمت "إليشع" الذي لم يذهب الى القدس ، أن الله يرفض التدين الشكلي .. وأن الله يريد رحمة لا ذبيحة ..
لذلك كان تولستوي يبعث برسالته الى الأغنياء بل الى الذين يبخلون على اخوتهم من اجل ان يجمعوا تكاليف السفر الى القدس ، كان يطرح عليهم هذا السؤال : ايهما أهم ؟ الرحمة أم الذبيحة ؟!