مع الانقلاب الصيفي.. بداية موسم غيوم الليل المضيئة 2024
زهير الغزال - الأحساء
٢٩ مايو ٢٠٢٤ ـ ٠٣:٥٤ م
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إنه يُرصد كل عام، مع قرب الانقلاب الصيفي في نصف الأرض الشمالي، شيء غريب وجميل فوق قطب الأرض، فبلورات الجليد تتشكل وتلتصق بالبقايا الغبارية للشهب، وينتج عن ذلك غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس.
وأوضح أن هذه الغيوم تسمى بـ ”غيوم الليل المضيئة“، ودائمًا ما تُرصد في خطوط العرض العليا، ما يعني بأنها غير مشاهدة في الوطن العربي، وبشكل طبيعي يكون أول ظهور لها في أواخر شهر مايو أو مطلع يونيو.
وبيّن أن غيوم الليل المضيئة - حزم جليدية ”مكهربة - زرقاء“ تطفو عند حافة الفضاء، وتخضع للدراسة بواسطة المركبة الفضائية ”أيم“ التابعة لوكالة ناسا، لإعداد خرائط لها عند ظهورها حول القطب الشمالي أو القطب الجنوبي.
وأضاف: لفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا أن البيانات تشير إلى أنها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.
وتابع: يُعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب إلى حجم يتراوح من 20 إلى 70 نانو متر، وبالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 إلى 100 مره أكبر.
وذكر أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهريه غباريه، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر إلى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض.
واستطرد: منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبيه الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيده نحو الجنوب ويعتقد ان السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفره غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.
وأضاف: يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء، وبخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة، وإذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا.
وقال: إن لونها الأزرق سببه الحجم الصغير لبلورات الجليد، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجيه القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجيه الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر إلى الأسفل نحو الأرض.
وأكد أن الدراسات أظهرت أن غيوم الليل المضيئة تتكثف أحيانًا خلال الحد الأدنى من نشاط الدورة الشمسية كما حصل منذ عامين فهو وضع مثالي لتشكل صقيع دخان النيزك عاليًا فوق الأرض.
واختتم: بالرغم من كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيره إلا ان هناك شئ واحد واضح وهو أن دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها.