ما للمنيّةِ أدعوها وَتَبتعدُ
أَمَرُّ مِن كلّ حتفٍ بعضُ ما أجِدُ
ظمآنُ أشهَدُ وِرْدَ الماءِ عن كثبٍ
والوارِدنَ أحبّائي ولا أرِدُ
علّلتُ بالصّبر أحزاني فيا لأسىً
بالجَمر من نفحاتِ الجمرِ يبتردُ
دعوتُ خِدنَيّ من دمعٍ ومن جَلَدٍ
فأسعفَ الدّمعُ لكن خانَني الجَلَدُ
أصبحتُ أعزَلَ والهيجاءُ دائرةٌ
لا السّيفُ ردّ الأذى عنّي ولا الزّرَدُ
أردُّ رشقَ الظُّبى عن مُهجتي بيدٍ
وتمسحُ الدّمعَ من نزفِ الجُروحِ يدُ
أحبابُنا في جِنان الله قد نعَموا
لقد شقينا بهم، لكنّهم سعدوا
لم أرثِهِ وهو روحي فارقَتْ جسدي
وكيف يبكي ويرثي روحَه الجسدُ
أُلِمُّ بالقبر أُغليهِ وألثِمُه
وحَوليَ السّاخرانِ: الغيبُ والأبدُ
أحبّتي كلّما غامَتْ طُيوفهمُ
هتفْتُ: لا تبعدوا عنّي، وقد بَعُدوا
بدوي الجبل.