لوحة الفنان الروسي «فيودور ريشيتنيكوف» التي رسمها في عام 1952 بعنوان «Low Marks Again» والتي ترجمت
إلى:« لوحة الطفل الراسب العائد من المدرسة»،
العائلة تنظر إلى الفتى بلوم ورفض وأخوه يستقبله بشماتة، الفنان يقول لهم عاملوه كما عامله الكلب، فهو يُحبه راسباً ويُحبه ناجحاً، يُحبه لذاته حُباً غير مشروط، وهذا ما يُسمى عند «كارل روجرز» في "نظرية الذات" بالتقبل أو الحب غير المشروط، رسمها للبالغين وليس للأطفال،
هي نموذج للفنّ الذي يُربّي الناس ويُصحح تصرفاتهم، بسبب واقعيتها فقد استُخدمت اللوحة في المناهج الدراسية في الاتحاد السوفييتي وارتباطا بالموضوع الذي أورده دوستويفسكي في روايتيه: «المراهق» و «الجريمة والعقاب»، والذي أوضح فيه أنَّ نفوسنا لا تخلو من الاحساس بنوع من اللذة، بالأخص عندما يقع أحدهم في مأزق، وورطة، أو يصيبه شقاء مهما كان هذا الشخص قريبا لقلوبنا، ومهما كان إحساسنا بالأسف والشفقة نحوه صادقاً،
لذا فإن المرء لما يلحقه ضنك أو شقاء مهما كان نوعه، فإنه لا يحتاج منا الشماتة والتأنيب بقدر حاجته إلى الفهم، الإهتمام والإحتواء، وهذا نابع من حبنا اللامشروط له، أن نحبه في سرائه وفي ضرائه،
يقول جورج أورويل:
"ربما لم يرغب المرء في الحب، بقدر رغبته في أن يفهمه أحد".