"الفلافونويد" قادر على تقليل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
  • الوقت : 2024/05/25 17:25:39
  • قراءة : ١٬٨٤٦ الاوقات




{منوعات:الفرات نيوز} في مواجهة الأزمة الصحية العالمية المتصاعدة الناجمة عن ارتفاع معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني، سلطت دراسة جديدة الضوء على وسيلة محتملة للحد من مخاطره.
وتؤكد الدراسة، التي تدرس تأثير الأنظمة الغذائية الغنية بالفلافونويد على الإصابة بمرض السكري، على أهمية التدخلات الغذائية في مكافحة هذه الحالة المرضية المنتشرة.
وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزميديكال"، يشكل مرض السكري من النوع الثاني، وهو حالة يعاني منها عدد يبلغ 415 مليون فرد في جميع أنحاء العالم، تحديات عميقة للصحة العامة. وتمتد تداعياته إلى ما هو أبعد من ارتفاع مستويات السكر في الدم، لتشمل مجموعة من المضاعفات تتراوح من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الاضطرابات العصبية. وفي ظل هذه الخلفية، تظهر عوامل نمط الحياة، لا سيما السمنة والعادات الغذائية السيئة، كمحددات محورية في مسار المرض.
وإدراكًا للدور المحوري للخيارات الغذائية، بحث العلماء في إمكانات مركبات الفلافونويد، وهي فئة من مركبات البوليفينول المتوفرة بكثرة في الأطعمة النباتية، في التخفيف من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وبالاعتماد على بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة تضم أكثر من 500000 مشارك، قامت الدراسة بفحص العادات الغذائية لـ 113097 فردًا على مدى 12 عامًا.
وباستخدام منهجيات إحصائية متطورة، قامت الدراسة بتقييم العلاقة بين تناول الفلافونويد ومرض السكري من النوع الثاني بدقة، مع تعديل مجموعة من المتغيرات المربكة. وقد ظهر ارتفاع استهلاك الفلافونويد باعتباره ارتباطًا ثابتًا بانخفاض خطر الإصابة بالسكري، حيث تمنح كل وجبة إضافية من الأطعمة الغنية بالفلافونويد انخفاضًا بنسبة 6٪ في خطر الإصابة بالسكري.
وفي تحليل الفروق الدقيقة بين فئات الفلافونويد الفرعية، كشفت الدراسة ان الأنثوسيانين، والفلافان-3-OLS، والفلافونول ظهرت كحلفاء داعمة بشكل خاص في مكافحة مرض السكري، مسببة تأثير وقائي كبير. علاوة على ذلك، ظهرت مصادر غذائية محددة، مثل الشاي الأسود أو الأخضر، والتوت، والتفاح، كقوى حقيقية في الوقاية من مرض السكري، مما يؤكد الإمكانات العلاجية للتعديلات الغذائية.
اما من الناحية الميكانيكية، فقد تجاوزت الدراسة مجرد التحليلات الارتباطية، وتعمقت في التفاعل المعقد بين مركبات الفلافونويد ومجموعة من الوسطاء البيولوجيين المتورطين في التسبب بمرض السكري. كما أن المؤشرات الحيوية التي تشمل تنظيم وزن الجسم، واستقلاب الجلوكوز، والالتهابات، ووظيفة الكلى والكبد ظهرت كقنوات مفترضة تمارس من خلالها مركبات الفلافونويد آثارها المفيدة
.
وفي حين أن النتائج تقدم رؤى مقنعة حول الإمكانات الوقائية للأنظمة الغذائية الغنية بالفلافونويد، فإن تعميم الدراسة يستحق التدقيق، اذ إن تركيبة هذه المجموعة تتألف في الأغلب من بالغين بريطانيين في منتصف العمر، الأمر الذي يحد من استقراءها على مجموعات ديموغرافية أوسع.
وبالتنسيق مع النظريات الموجودة، التي تؤكد دور الفلافونويد في تخفيف الاضطرابات الأيضية، فإن هذه الدراسة تضخم الدعوة الواضحة للتدخلات الغذائية في إدارة مرض السكري. ومن خلال تبني تحول نموذجي نحو الأنظمة الغذائية التي تركز على النباتات والمليئة بالأطعمة الغنية بالفلافونويد، لا يستطيع الأفراد التخفيف من خطر الإصابة بالسكري فحسب، بل يمكنهم أيضًا إنشاء أساس للصحة والحيوية الدائمة.
وفي نهاية المطاف، تؤكد الدراسة على القوة التحويلية للخيارات الغذائية في إعادة تشكيل مسار الأمراض المزمنة. وبينما يتجمع صناع السياسات وممارسو الرعاية الصحية والأفراد على حد سواء حول ضرورة التمكين الغذائي، فإن الوعد بمستقبل أكثر صحة وأكثر مرونة في مواجهة مرض السكري أصبح أقرب من أي وقت مضى.