أَأَرقكَ الليلُ الطويلُ وَأَتعَبَكْ ؟قلْ لِي فَدَيتُكَ قَد أَتَيتُ لَأَسْأَلَكْ
عَينِي لِحَالِكَ لا تَكِفُّ دُمُوعَها
أمّا فُؤَادِي يا فُؤَادِي قَدْ هَلَكْ
كَمْ كُنتَ تَلْقانِي بَشُوشاً ضَاحِكَاً
كَمْ قُلْتَ لِيْ يامُهْجَتِي مُشْتَاقَلَكْ
وَاليَوْمَ لَمْ تَنْظُرْ إليَّ ومُهجَتِي
مِنْ حُرقَةٍ تَبْكِي إلَيكَ عَلَيكَ لَكْ
قُلْ لِي لِمَ الأحزانُ ؟ كيفَ مَجِيئُها؟
أنتَ الذي بَحـرُ السَّعَادَةِ مَنْهَلَكْ
أَينَ البَشَاشَةُ هَلْ تَوَارَتْ شَمْسُهَا؟
رُوْحِي فِدَاكَ وَعُمرها لَنْ تخذُلَكَ
قُلْ لِيْ لِمَ عَيْنَيْكَ زَادَ لَهِيبُها ؟
وَالليلُ تَحْتَ عُيُوْنِكَ الحَمْرَا حَلَكْ
قُلْ لِي فَإنَّ الصَمْتَ يُحرِقُ خافِقِي
مَنْ ذا الذي أَنْدَى الجُفُونَ وَقَلْقَلَكْ؟
اِنْثِرْ هُمُومَكَ وَسْطَ صَدرِي وَرْتَمِي
قَلْبِي عَزِيزٌ لَنْ يَسِيْءَ وَيَجْهَلَكْ
لَا تَرْتَدِي الأَوجَاعَ إنِّيْ هَا هُنَا
فَنْزُلْ فُؤَادِي حَيثُ تَلقَى مَنْزِلَكْ
قُلْ لِيْ فَدَيتُكَ لا تُزَعْزِعَ أَضْلُعِي
تَفْدِيْكَ أَنْفَاسِي وَرُوحِي يَا مَلَكْ
فَنَظَرْتُ فيهِ وقَد شَكَتْ أعضَائُهُ
وَعَلَى خُدُوْدِهِ نَهّرُ دَمْعٍ قَدْ سَلَكْ
فَنْظُرْ ؛ فإنَّ جِرَاحَ رُوحِي كَثيرَةٌ
وَنْصِتْ بِقَلْبٍ ثَـابِتٍ لأقُوْلَ لَكْ
كُـلَّ الجُـرُوح بِأُمَّتِيْ فِي أضْلُعِي
دَعْـنِـي فإنِّـيْ لَا أرِيـدُ لَكَ الهَلَكْ
لَـوْ كُانَ جُـرحِي وَاحداً لَحَمَلْتُهُ
لَكِـنَّـها الأوجَـاعُ في هَذا الفَلَكْ
نبيل الشهاري