النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

إنخيدوانا

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 119 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,427 المواضيع: 80,055
    التقييم: 20796
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات

    إنخيدوانا

    إنخيدوانا


    كتابة مسمارية

    الشاعرة الأكّاديّة إنخيدوانا (عاشت في الفترة الواقعة ما بين 2285 إلى 2250 ق.م)، هي أول كاتبة معروفة بالاسم وكانت ابنةً لسرجون الأكّاديّ (سرجون الكبير، حكم ما بين 2334 و2279 قبل الميلاد). ومن غير المعروف فيما إذا كانت إنخيدوانا تمتلك رابطة دم حقيقيّة مع سرجون الأكّاديّ أم أنَّ هذا اللقب كان رمزيًّا.
    لكن من الواضح أنَّ سرجون الأكّادي وضع ثقةً عالية في إنخيدوانا عندما رفعها إلى منصب الكاهنة العليا في أهم معبدٍ في سومر (في مدينة أُور) وترك لها مسؤولية دمج الآلهة السومريّة بالآلهة الأكادية، وذلك لخلق الاستقرار الذي تحتاجه إمبراطوريّته للازدهار.
    وعلاوةً على ذلك، يُنسب إليها الفضل في إنشاء نماذج الشعر والمزامير والصلوات المستخدمة في جميع أنحاء العالم القديم، والتي أدت إلى تطوّر الأنواع المعروفة في يومنا هذا. كتب الباحث بول كريواشيك (Paul Kriwaczek):
    إنَّ مؤلفاتها، وعلى الرغم من إعادة اكتشافها فقط في العصر الحديث، ظلت تمثّل نماذجًا للصلاة التوسّليّة لمدة [قرون]. فمن خلال البابليين، أُثرِيَت وأُلهِمت صلوات ومزامير الكتاب المقدس العبري وتراتيل هوميروس اليونانية. ومن خلالهم، يُمكنُ سماع أصداءٍ خافتة لإنخيدوانا، أولُ كاتبةٍ أدبيةٍ في التاريخ، في ترنيمة الكنيسة المسيحيّة الأولى. (١٢١)
    كمِثل تراثها الأدبي كان تأثيرها خلال حياتها مثيرًا للإعجاب. فبعد أن عَهِدَ إليها والدها بمسؤوليةٍ كبيرة، لم تتجاوز إنخيدوانا تلك التوقعات فحسب، بل غيّرت الثقافة بأكملها. فمن خلال أعمالها المكتوبة، غيرت طبيعة آلهة بلاد ما بين النهرين وتصور الناس عن الألوهة.
    حياتها
    يُترجم اسم إنخيدوانا على أنّه كاهنة آن العظمى (آن هو إله السماء) أو كاهنة إن، زوجة الإله نانّا. تعود أصولها إلى مدينة أكّاد الشمالية، وكما يلاحظ كريواشيك: "قد يكون لها اسم ساميّ في ميلادها [ولكن] عند انتقالها إلى أُور، أخذت لقبًا رسميًا سومريًا: إنخيدوانا - ‘إن‘ (رئيس الكهنة أو الكاهنة)؛ ‘خيدو‘ (زينة)؛ ‘آنا‘ (من السماء)" (120).
    لقد نظّمت وترأست مجمع المعابد في المدينة، والذي يشكل قلب المدينة، وصمدت في وجه محاولة انقلابٍ قام بها متمردٌ سومري يُدعى لوجال-آن، والذي أجبرها على النفي. فالإمبراطورية الأكّاديّة، على الرغم من الثروة والاستقرار اللذين جلبتهما إلى المنطقة، كانت تعاني باستمرار من الانتفاضات في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقد كانت إحدى مسؤوليات إنخيدوانا في منطقة سومر هي إبقاء السكان تحت السيطرة الدينية.
    ترانيمها أعادت تعريف الآلهة لشعب الإمبراطورية الأكادية تحت حكم سرجون، وساعدت في توفير التجانس الديني الأساسي الذي سعى إليه الملك.
    ومع ذلك، في حالة لوجال-آن، يبدو أنها قد تفوقت في البداية على الأقل. وفي قصيدتها تمجيد إنّانا، تحكي قصة طردها من منصبها ككاهنةٍ عليا وإلقائها في المنفى. وتكتب نداءً للمساعدة إلى الإلهة إنّانا تطلب منها أن تلتمس المساعدة من الإله آن:
    لقد أُحضرت القرابين الجنائزية، كما لو أنّي لم أعش هناك قط.
    اقتربت من الضوء، لكن الضوء أحرقني.
    اقتربت من الظلّ، لكنني غُطيتُ بعاصفة.
    فمي المعسول صار مُزبِدًا، أخبري الإله آن عن لوجال-آن وعن قَدَري!
    ربما غيّره آن لأجلي! حال ما تُخبّرين آن عنه، فإن آن سوف يحررني. (الأسطر 67 – 76)
    ويبدو أنّ إنّانا سمعت صلاتها، فمن خلال الشفاعة الإلهية، استعادت إنخيدوانا أخيرًا مكانها الصحيح في الهيكل. ويبدو أنها كانت أول امرأةٍ تتولى هذا المنصب في أُور، وكان سلوكها ككاهنةٍ كبرى بمثابة نموذجٍ مثالي لأولئك الذين تبعوها.
    أعمالها
    اشتهرت إنخيدوانا بأعمالها ‘إنّينساجورا‘، و‘نينميسارّا‘، و‘إنّينميهوسا، والتي تُترجم إلى ‘العشيقة ذات القلب العظيم‘، و،تمجيد إنّانا‘، و‘إلهة القوى المخيفة‘، والترانيم الثلاث العظيمة كلها موجهة للإلهة إنّانا (التي صُنّفت لاحقًا مع آلهة مثل عشتار الأكادية/الآشورية، وساوسكا الحثية، وأفروديت اليونانية، وعشتروت الفينيقية، من بين آخرين). هذه الترانيم أعادت تعريف الآلهة لشعب الإمبراطورية الأكادية تحت حكم سرجون، وساعدت في توفير التجانس الديني الأساسي الذي سعى إليه الملك. شغلت إنخيدوانا منصب الكاهنة الكبرى لأكثر من أربعين عامًا، حتى أنها نجت من محاولة الانقلاب على سلطتها من قبل لوجال-آن.
    إضافةً إلى تراتيلها، تُذكَرُ إنخيدوانا من خلال القصائد الـ 42 التي كتبتها والتي تعكس الإحباطات والآمال الشخصية، والإخلاص الدينيّ، واستجابتها للحرب، ومشاعرها حول العالم الذي عاشت فيه. كتاباتها شخصيّة ومباشرة، كما يقول المؤرخ ستيفن بيرتمان (Stephen Bertman):
    تزودنا الترانيم بأسماء الآلهة الرئيسية التي عبدها سكان بلاد ما بين النهرين وتخبرنا أين تقع معابدهم الرئيسية [لكن] الصلوات هي التي تُعلّمنا عن الإنسانية، لأنّنا في الصلوات نواجه آمال ومخاوف الحياة البشرية اليومية. (172)
    صلاة إنخيدوانا تعبر بصدقٍ عن تلك الآمال والمخاوف، وتفعل ذلك بصوتها المميز للغاية. يرسم بول كريواشيك صورة للشاعر أثناء العمل:
    جالسةً في غرفتها، أو ربما مكتبها، كمديرة مؤسسةٍ كبيرة ومرموقة مثل معبد نانّا في أُور من المؤكد أنها مُنحت أفضل ترتيبات العمل، وشعرها مصففٌ بشكل جميل من قبل إيلوم باليليس [مصفف شعرها] والموظفين، وهي تملي على كاتبها، ربما ساجادو نفسه الذي وجد وولي (Wooley) ختمه، شرعت إنخيدوانا في ترك بصمتها الدائمة في التاريخ إذ ألّفت، باسمها، سلسلةً من أكثر من أربعين عملًا طقسيًا استثنائيًا، والتي تم نسخها مرارًا وتكرارًا لما يقرب من 2000عام. (121)
    وبغض النظر عن مهارة وجمال هذه الأعمال، فإنّ تأثيرها على لاهوت بلاد ما بين النهرين كان عميقًا. فقد قرَّبت إنخيدوانا الآلهة من سكان الأرض، من خلال دمج المعتقدات السومريّة والأكاديّة، لخلق فهمٍ أكثر ثراءً مما كان عليه الحال من قبل. إنّ أفكار إنخيدوانا حول إله القمر نانّا، على سبيل المثال، جعلت منها شخصيةً أعمق وأكثر تعاطفًا ورفعت إنّانا من كونها إلهةً زراعيّةً محلية إلى ملكة السماء القوية. بدا هذان الإلهان، والآلهة الأخرى الذين حولتهم من خلال عملها، أكثر شفقةً من ذي قبل؛ آلهةً لكل الشعب وليس للسومريين أو الأكاديين فقط.
    جزءٌ من جاذبية عمل إنخيدوانا هو حَسيّتها المنفتحة وعشقها المتوهج. في قصيدة العشيقة ذات القلب العظيم (التي تُترجم أحيانًا ببساطة على أنها ترنيمة لإنّانا)، كتبت الشاعرة:
    أنت رائعة، مُمَجّدٌ اسمك، أنت وحدك رائعة!
    سيدتي...أنا لك! وهكذا سيكون دائمًا! ليطمئنّ قلبك نحوي!
    ...
    متألقةٌ ألوهيتك في الأرض! جسدي اختبر قصاصك العظيم.
    النَوح، والمرارة، والأرق، والكرب، والهُجران... الرحمة، والشفقة، والحنان
    والرفق، والإجلال لك وإحداث الفيضانات، وفتح الأرض الصلبة، وتحويل الظلام إلى نور. (الأسطر 218، 244-253)
    في مكان آخر من القصيدة (الأسطر 115-131)، تشيد إنخيدوانا بمواهب الإلهة إنّانا في الرغبة والإثارة، وتلاحظ كيف أنّ لديها القدرة على "تحويل الرجل إلى امرأة والمرأة إلى رجل" (السطر 121)، في إشارةٍ محتملة إلى خنوثة كهنة وأتباع عبادة إنّانا. كانت معابد إنّانا والطقوس المقامة فيها تقام من قبل كهنة من كلا الجنسين، وقد اشتهر أتباعها بعاداتهم في ارتداء كل جنس لملابس الجنس الآخر، أو المزج، أو التمويه، أو إلغاء التمييز بين الذكر والأنثى رغبةً منهم بالسمو من خلال إنّانا.
    تُلَمّح إنخيدوانا نفسها إلى ذات التجربة في جميع أعمالها، في سطور كثيرة جدًا لا يمكن الاستشهاد بها، متوسّلةً الإلهة أن تأخذها، وأن تتوحد معها، لتدميرها وإنقاذها. وهذه المشاعر نفسها سيُعبَّر عنها لاحقًا في مزامير الكتاب المقدس، على الرغم من أنّها عادةً ما تكون أقل شهوانية بكثير. بينما تقترب القصيدة التوراتية نشيد الأناشيد من حِسيّة ترانيم إنخيدوانا.
    جَدَل
    رغم أنّه ليس من شكٍّ في أنّ امرأةً تدعى إنخيدوانا عاشت وكانت كاهنةً كبيرةً في أُور، إلا أنّ بعض العلماء يتساءلون عمّا إذا كان من الممكن اعتبار هذه المرأة هي بالحقيقة مؤلفة الترانيم التي تحمل اسمها. فعلى سبيل المثال يدَّعي الباحث جيريمي بلاك (Jeremy Black) أنّه رغم وجود أدلة كافية لإثبات تاريخها، إلّا أنّه لا يوجد ما يشير إلى أنّها كتبت الشعر الذي اشتهرت به. ويورد بلاك الملاحظات التالية:
    في أفضل الأحوال يمكننا القول إنّ إنخيدوانا كان لها كاتب، معروف لنا بختمه الأسطواني، ومن الممكن، بل من المحتمل، أنّ هذه الترانيم قد أُلِّفت نيابةً عنها... وفي أسوأ الأحوال، تجدر الإشارة إلى أنّ جميع المصادر المخطوطة تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، ومعظمها من القرن 18 ق.م، أي بعد ما يقارب ستة قرون من الزمن الذي عاشت فيه. (316)
    الطعن في أصالة نسبة كتابات إنخيدوانا إليها مبني على أرضيّة أنّ الشاعرة تُسمّي نفسها في عددٍ من أعمالها، كما في قصيدة "العشيقة ذات القلب العظيم" في السطر 219، وفي قصيدة "تمجيد إنّانا" في الأسطر 66 و 81. ولاحقاً قام الكُتّاب بنسبة هذا الشعر إليها. كما يلاحظ بول كريواشيك:
    شرعت إنخيدوانا في ترك بصمتها الدائمة في التاريخ من خلال تأليف سلسلةٍ من أكثر من أربعين عملاً طقسيًا استثنائيًا باسمها، هذه الأعمال التي تم نسخها بشكل متكرر لما يقرب من 2000 عام. (121)
    إنّ تجاهل الأدلة النصية والتاريخية على صحة نسبة المؤلفات إليها على أساس أنّه "من المرجح" إنّ القصائد كتبها ناسخٌ ذكر، هو أمرٌ لا يمكن الدفاع عنه. يبدو من الأرجح أنّ الختم الأسطواني الخاص بكاتبها قد تمّ استخدامه في المستندات للتأكد من أنها واردة من مكتبها - وهو الاستخدام الشائع للختم الأسطواني - ولا يجادل في إسناد نسبة تأليف أعمال إنخيدوانا إلى الكاتبها.
    خاتمة
    في عام 1927، عثر عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي (Sir Leonard Woolley) أثناء تنقيباته في موقع أُور السومري على قرص إنخيدوانا الكلسي الذي أصبح الآن شهيراً. تُحدِّد النقوش الثلاثة الموجودة على القرص الشخصيات الأربعة المصورة: إنخيدوانا، ومدير عقاراتها أدّا، ومصفف شعرها إيلوم باليليس، وكاتبها ساجادو.
    وجاء في النقش الملكي الموجود على القرص ما يلي: "إنخيدوانا، كاهنة زِرُّو، زوجة الإله نانّا، ابنة سرجون ملك العالم، في معبد الإلهة إنّانا". تمّ وضع شخصية إنخيدوانا بشكلٍ بارز على القرص للتأكيد على أهميتها بالنسبة إلى الآخرين، علاوةً على مكانتها ذات القوة العظمى وتأثيرها على ثقافة عصرها.
    وكشف وولي أيضًا عن مجمع المعبد حيث دُفنت الكاهنات في مقبرة خاصة. يكتب كريواشيك:
    تشير السجلات إلى استمرار تقديم القرابين لهؤلاء الكاهنات المتوفيات. إنّ العثور على واحدةٍ من أكثر القطع الأثرية لفتًا للانتباه، وهي دليلٌ ماديٌ على وجود إنخيدوانا، في طبقةٍ يعود تاريخها إلى عدة قرون بعد حياتها، يُرجّح أنها على وجه الخصوص قد ذُكرت وكُرِّمت لفترةٍ طويلة بعد سقوط الأسرة التي عينتها على رأس إدارة المعبد. (120)
    والدليل الآخر على تأثيرها العميق على الثقافة هو أنّها لا تزال تُذكر وتُكرم في يومنا هذا، ولا تزال القصائد تُؤلَّفُ على النموذج الذي ابتكرته منذ أكثر من 4000 عامٍ خلت.

  2. #2
    مشرفة منتدى التصميم
    ⊱زنــوشــه⊰
    تاريخ التسجيل: October-2022
    الدولة: العراق - ديوانيه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,274 المواضيع: 226
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 59
    التقييم: 12334
    مزاجي: متقلب
    المهنة: طالبه✨Accounting✨
    أكلتي المفضلة: pizza. Hamburger
    مقالات المدونة: 8
    شكرا للنشر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال