لماذا ندخل في مرحلة الشيخوخة؟.. الاستشاري المحروس يوضح
أجاب استشاري علوم الباثولوجيا الإكلينيكية وهندستها، الدكتور محمد المحروس، على تساؤل يراود الكثيرين حول لماذا ندخل في مرحلة الشيخوخة؟، مشيراً إلى أن مراكز الأبحاث حول العالم تكثف جهودها لدراسة كيفية تأخير مرحلة الشيخوخة لفترة أطول.
وأوضح أن ثمة مجموعة من العوامل تساهم في تأخير الشيخوخة، أبرزها الغذاء الصحي، والتمارين الرياضية بانتظام، والعوامل الوراثية التي تلعب دورًا رئيسيًا في صحة الخلايا وعلاجها.
ولكن، أكد الدكتور المحروس على وجود ساعة بيولوجية مدفونة في تركيبتنا الجينية، تُحدد مدة حياتنا، بمعنى آخر، نحن مبرمجون بيولوجيًا للموت في نهاية المطاف.
وأشار إلى أن جسم الإنسان مكون من تريليونات الخلايا التي تنقسم باستمرار، وفي كل مرة تنقسم فيها، تصنع نسخة من جيناتها أيضًا.
وبين ان هذه الجينات تخزن في تركيبة تسمى الكروموسوم، ويملك الإنسان 23 زوجًا من الكروموسومات.
وقال تكمن المشكلة الرئيسية في أن انقسام الحمض النووي ”DNA“ ليس مثاليًا كما يعتقد، حيث يتآكل في نهاية كل كروموسوم، في منطقة تسمى التيلومير، والتي لا وظيفة لها سوى حماية الخلايا.
وأوضح الدكتور المحروس أنه في كل مرة تنقسم فيها الخلية، يصبح التيلومير أقصر، حتى يصل إلى مرحلة لا تنقسم فيها الخلية بعدها.
وبيّن أن بعض أنواع الديدان قادرة على تصنيع التيلومير بدون توقف، مما يجعلها تعيش لفترة طويلة جدًا، ولكن تختلف أعمارها وتتعرض للأمراض، مما يشير إلى أن الشيخوخة هي نتيجة مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.
وأجاب الدكتور المحروس على تساؤل لماذا لا تقوم خلايا الإنسان بهذا أيضًا؟، حيث أوضح أن الحد المحدود لانقسام الخلايا لدى الإنسان يساعد على الحماية من السرطان، وهو نمو غير مسيطر عليه من الخلايا وتجنب موتها، مشيرًا إلى أن النقطة التي تتوقف فيها الخلية عن الانقسام تسمى الشيخوخة الخلوية.
وأكد الدكتور المحروس أن حد انقسام الخلايا يبلغ 50 مرة، وبعدها تبدأ الخلايا تدريجيًا في خسارة وظائفها، مما يؤدي إلى ظهور الشيخوخة.
ويشرح هذا أيضًا لماذا متوسط العمر بصورة مباشرة موروث من الأبوين، وذلك لأن الإنسان يحصل على نهايات التيلومير من والديه.
وأكد الدكتور المحروس على أهمية اتباع نمط حياة صحي غني بالمغذيات وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة الخلايا وتأخير ظهور علامات الشيخوخة.