كان اعرابي صائم ونائماً في مكان نزل الحجاج فيه ليستريح من سفرة للحج فادعى بالغداء وطلب من حاجبه ان يدعي الناس الى مائدته لكن الحاجب لم يرى احد سوى هذا الرجل فركله بركله وقال له ائت الامير
فأتاه فقال له الحجاج : اغسل يديك وتغذ معي
قال الاعرابي:أنه دعاني من هو خير منك فأجبته
فقال الحجاج : من الذي دعاك
قال الاعرابي : الله تعالى دعاني للصوم فصمت
قال الحجاج : في هذا اليوم الحار
قال الاعرابي : نعم صمت ليوم احر منه
قال الحجاج: فأفطر تصوم الى الغد
قال الاعرابي : ان ضمنت لي البقاء الى غد
قال الحجاج : ليس ذلك إلي
قال الاعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بأجل لا تقدر عليه
قال الحجاج: انه طعام طيب
قال الاعرابي: انك لم تطيبه ولا الخباز لكن طيبته العافية(1)
ومن روائع كلام الامام علي (عليه السلام) في خطبة الوسيلة انه قال :( وكم من عقل أسير تحت هوى أمير), لقد عرف علماء الكلام والفلاسفة والحكماء والاصوليون العقل بتعاريف مختلفة حسب موضوعه , لكن بطبيعة الحال مفهوم العقل هو:ما به يتميز الحسن والقبيح , والخير , والشر , والحق , والباطل وما يكون به التفكر والاستدلال , وايضاً ما به يدرك عواقب الامور قبل وقوعها , وكل هذه الامكانيات التي بها يتحلى العقل فمن الواجب ان يكون العقل هو الحاكم الاسير على هوى النفس , والافكار السلبية لكن يتحقق العكس لو غلبت هذه الاهواء والغرائز على العقل فتكون هي الحاكمة الآمرة عليه تقوده نحو التداني لا الكمال والارتقاء الإنساني, وفي قوله تعالى:{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}نسأل الله ان لا تكون أهوائنا مسلطة على عقولنا ، فتكون اسيرة تحت حكمهما