.
هناك مقولة بوذية تقول ( كل من تقابله هو بوذا محتمل! )
أي أن كل شخص تقابله في حياتك، مهما كان عاديا، قد تكون لديه حكمة ما يمكنك التتعلم منها، لأن حياته غير حياتك، وما رآه غير ما رأيت..
الاستماع لا يجعلنا نفهم الآخرين فقط، بل يوسع مداركنا لنرى زوايا جديدة للأمور قد تكون مفيدة لنا.
كان بيكاسو يحب مجالسة الأطفال والاستاع لهم، وكان منبهرا بفنهم ونظرهم للحياة.. لدرجة أن حفيدته مارينا، نقلت لنا قوله :
- لقد استطعت أن أرسم مثل رفائيل (فنان عصر النهضة) وأنا في سن الثامنة، لكن كي أستطيع الرسم مثل الأطفال، استغرق هذا عمري كله!
كان يقصد بالطبع محاكاة منظور الأطفال في نظرتهم للعالم، وهو ما صنع مجده كفنان تشكيل غير مسبوق.
نجيب محفوظ، كان يحب تأمل الناس في مقاهى القاهرة..
وكان الجلوس على المقهى من عاداته اليومية الصارمة، لدرجة أنه أسمى بعض رواياته على أسماء مقاهٍ اعتاد الجلوس عليها، مثل ( زقاق المدق ) و( قشتمر ).
لذلك اسمع دائما لتفهم، لتتعلم.. بدلا من إسكات الآخرين لتدافع عن افتراضاتك المسبقة.