كان هناك أخوان أحدهما غني والآخر فقير، كان الغني يكره الفقير جدا لأنه كان الاقرب إلى قلب والديه وكان محبوبا من كل الناس، وذات يوم قال الغني للفقير هيا بنا نذهب إلى أبينا يا شقيقي،
فوافق الاخ الفقير ولما ذهبوا حمل الأخ الغني معه خبزاً لنفسه، أما الاخ الفقير فلم يكن معه اي طعام يأكله اثناء الرحلة وحين رأى الفقير أخاه يأكل قال أعطني كسرة خبز يا شقيقي.
رد الغني إذا أعطيتني عيناً من عينيك أعطيك الكسرة، فاقتلع الفقير عينه وأعطاها لأخيه مقابل قطعة خبز، فلما قطعا مسافة أخرى جاع الفقير من جديد وقال لأخيه أعطني كسرة خبز اخرى ، فقال الغني إذا أعطيتني عينك الأخرى سأعطيك رغيف كامل فاقتلع الفقير عينه الاخرى، هكذا صار الأخ الفقير أعمى فسحبه أخوه الغني إلى المقابر وتركه هناك ورحل.
لما غربت الشمس اجتمع ثلاثة غربان فوق المقابر وصاروا يتحدثون فيما بينهم دون أن ينتبهوا إلى وجود الأخ الأعمى، سأل الغراب الكبير ماذا فعلتم اليوم في الدنيا، فقال أحدهم: أصبت ابنة الإمبراطور بالمرض فجعلتها في عذاب بين الحياة والموت، وقال الآخر دفعت أخاً لاقتلاع عيني أخيه، ثم ضحكت الغربان وأفشوا أسرارهم لبعضهم فقال احدهم في بلدي يوجد ندى إذا دعك به الأعمى عينيه سيبصر من جديد وقال آخر لو تعرف ابنة الإمبراطور أن هناك ضفدعاً تحت فراشها لو وُضع في ماء حمامها لشفيت.
بعد قليل طارت الغربان فتحسس الاخ الأعمى طريقه إلى الندى الذي ذكره الغراب فلما دعك به عينيه أبصر من جديد، كانت المدينة مليئة بالعميان فقال لسكانها أي كفيف يدعك عينه من هذا الندى سيبصر في الحال وبالفعل أبصر كل العميان الذين في المدينة، وكافئه ملك المدينة واعطاه مبلغ كبير من المال، بعد ذلك ذهب الاخ إلى المدينة المجاورة ليشفي ابنة الامبراطور.
عندما وصل الاخ قال للملك هل تزوجني ابنتك إذا شفيتها، فرد الملك اشفها فحسب وحينئذ أزوجك إياها، بعد ذلك أخرج الاخ الضفدع المختبئ في فراش الاميرة وألقى به في الماء فلما استحمت الأميرة بهذه المياه استردت صحتها وجمالها مرة اخرى، تزوج الاخ من الاميرة وبعد سبع سنوات من زواجهما توفى الامبراطور فتولى الاخ الصغير الحكم، ولما صار ملكاً أمر جنوده ان يحضروا اخيه الاكبر إليه.
جاء الاخ الاكبر واندهش للغاية لم عرف ان اخيه الصغير الاعمى اصبح ملكاً وترجاه ان يغفر له ما فعله به، ولكن الاخ الاصغر لم يحمل في قلبه اي شر او انتقام لأخيه الاكبر بل سامحه وطلب منه أن يأتي بابيه وامه ويعيشوا معه في القصر، وافق الاخ الكبير وسأله كيف اصبح ملك وكيف استعاد بصره مرة اخرى فحكى له اخيه كل شيء، بعد ذلك اخذ الاذن من الملك ليذهب ويأتي بوالديه.
ذهب الاخ الكبير الى المقابر حتي يسمع الغربان ويعرف اسرار المدن ليصبح ملك مثل اخيه ولما وصل سمع أحد الغربان تقول في بلدي شفيت الأميرة المريضة، وسمع آخر يقول في بلدي أبصر جميع العميان، فقال كبير الغربان من المؤكد اننا مراقبون، بحث الغربان حول المقابر ليعرفوا من يفشي أسرارهم ولما وجدوا الاخ الكبير مختبئا ليتنصت عليهم قتلوه في الحال.