باب العدل
حوى هذا الكتابُ غزيرَ علمِ
وأنقى سيرةٍ وجليلَ حكمِ
وربي ما جرى نهرٌ كهذا
عن المختارِ في منظورِ فهمي
شربنا في ثنايا كل سطرٍ
أئمتَنا يقينا دون وهمِ
سياستهم رأيتُ بلا ارتيابٍ
سحائبها بصافي الودق تهمي
ونظم شؤون أتباع وجندٍ
بخير إدارةٍ ورقي نظمِ
فهذا السفر مفتاحُ مبينٍ
لبابِ العدلِ حقاً دونَ زعمِ
فمن يؤمنْ بحيدرةٍ ولياً
له التسليمُ في حرب وسلمِ
فإن عليَّ هذا العصر فينا
يواجه شر طاغوت وظلمِ
ويسقي الظامئينَ زلالَ ماءٍ
وليس يَزينهُ نثري ونظمي
ويتسع الجميع بلا امتيازٍ
وللضعفاء والفقراء يحمي
فيا ألبابَ هذا العصرِ صدقاً
هلموا واحسموها خيرَ حسمِ
بكل محبةٍ وبكل وعي
وصبرٍ بايعُوهُ بصدقِ عزمِ
ولا لا تتركوهُ بأرضِ كربٍ
يواجهُ شرَّ أعداءٍ وخصمِ
ولا لا تملؤوا صدرَ المفدى
سهاما تعتري قلباً وتُدمي
فهل بالأشعري إنّا ابتلينا
ونُرمَى دائماً بألدِ سهمِ؟!!
يسددها ابن هندٍ وابن عاصٍ
ودنيا المال والشهوات تُعمي
....فهذا وارثُ الأخيارِ فينا
نصيرُ الحقِّ عيبةُ خيرِ علمِ
نراهُ اليومَ في الميدانِ وتراً
يواجهُ مرحباً وبكلِّ حزمِ
وصخرٌ يحشدُ الأعرابَ حشداً
لينصرَ إبرهامَ وكلَّ ذمي
لقد شاهدتُمُ أفعالَ قومٍ
تناسوا ما جرى في أرض خمِّ
وأنتم ما اعتبرتم وانتسيتم
خذلتُم قائماً في أرضِ قُمِّ
فإلا تنصروهُ فربُّ طه
هداهُ كفاهُ من همٍّ وغمِّ
وجيهاً قد غدا بين البرايا
حباهُ العلمَ ممزوجاً بحلمِ
يزولُ الهمُّ من نورِ المحيا
ونورُ الوجهِ يُذهِبُ كلَّ غمِ
فمنصوبٌ من المولى علينا
ومرفوعٌ بلا خفضٍ وجزمِ
✍فؤاد الراشدي
ذوالحجة١٤٤٤_صنعاء