ان كلمة ( لوكي ) هي اكثر استخداماً في العراق ، وهناك من يجيدها ويعرف كيف يستخدمها ليصل من خلالها الى مبتغاه وهدفه المنشود . وهذه الصفة ، صفة (اللوكي) تعتبر ذميمة وتلتصق باخس الناس ، والمجتمع من ناحيته لا يحترم من كانت هذه صفته وديدنه ، اما علماء النفس فيعدون الشخصية (اللوكية) هي شخصية مركبة وتعاني من نقص وحرمان اضافة الى انها شخصية مهزوزة لا تمتلك القدرة على مواجهة الصعاب والاحتمالات وكذلك الصدمات ، فتذهب الى الشخصية التي تفوقها او التي تترأس عليها تروم التملق والتقرب اليها في سبيل رضاها وكسب ودها ، وبالتالي حصولها - أي شخصية اللوكي – مبتغاها . وبتعبير آخر ان (اللوكي) دائماً ما يكون قليل الحياء غير عابه بما يجري من حوله من امور بقدر ما تعنيه مصلحته الذاتية .
وان (للواكه) عدة مستويات ، فضلاً عن المستويات او الصفات آنفة الذكر ، فليس من الثابت دائماً ما يكون اللوكي هو من الرعية وعامة الناس ، بل قد يكون بمنصب وزير لكنه (يتلوك) الى رئيس كتلته ، او برلماني و(يتلوك) الى رئيس البرلمان او حزبي كبير و(يتلوك) الى رئيس حزبه ، وهذا (اللوكي) قد يكون اكثر وعياً وثقافة ومعرفة وحامل شهادة اكاديمية ، ومع ذلك (يتلوك) الى رئيس حزبه المنتمي اليه ، ورئيس هذا الحزب ليس بالضرورة ان يكون منتخباً بقدر ما يكون معيناً ، وانه اخذ منصب رئاسة الحزب بالوراثة ، كما حدث في بعض احزابنا العراقية تماماً .
ان مصطلح (اللوكي) قد انتشر في السنوات الاخيرة بشكل مكثف جداً ، فالموظف الصغير (يتلوك) الى الموظف الكبير والسكرتير (يتلوك) الى المدير العام ، والمدير العام (يتلوك) الى الاعلى منه الى ان وصل الحال ان المراجع الى اي دائرة حكومية ، ومهما تكون منزلة هذا المراجع الاجتماعية ، انه راح ( يتلوك) الى الفراش (اوالجايجي) او بائع الفلافل المتواجد محله الصغير قرب الدائرة المذكورة ، (يتلوك) الى كل هؤلاء في سبيل التوسط الى المسؤول الكبير صاحب المعالي حتى يضع توقيعه الكريم على معاملته لانه جزع التأجيلات والمواعيد ، والصعود والنزول من طابق الى اخر لكن دون جدوى ، بعد ان اصبح تعاطي الرشوة سمة عامة الى مجتمع اليوم ، بعد ان كانت حراما ، وعيباً ، وقلة حياء ، ومثلبة ، وهذا يعود للظرف السياسي وللعملية السياسية التي تدار خطأ .
وبعد هذا على من يقع اللوم ، على السياسي ، على (اللوكي) ، على الظرف الحالي ، لكنني متشاؤم جداً لان اللواكة قد تصبح ظاهرة عامة ، وبعضهم قد يستغل الامر فيؤسس حزباً باسم حزب اللواكة فيفوز في الانتخابات النيابية .
داود سلمان الكعبي