أيلولُ يا عتبَ الأشجارِ
خُذْ عَتَبَكْ
إلى الجرارِ التي ما عَتّقتْ عِنَبَكْ
رؤايَ كَرْمٌ
على كفيكَ أعصرُه
فاملأ بما سالَ من أعنابِهِ قِرَبَكْ
كَمْ في مراياكَ
يا بنَ الريحِ من تعبٍ
تَنْدى يداهُ إذا ما جَفّفَتْ تَعَبَكْ
شَفَّ افتتانُك بالأنداءِ عن وَلَهٍ
في صُفْرةٍ من شُحوبِ المُنْتهى صَلبَكْ
نَأَى مسيحُكَ
يا صَفْصافُ حينَ رأى
أنَّ الحواريَّ عقَّ الربَّ واحتطبَكْ
يَرْتابُ ظلكَ
في الأصحابِ، كم ولهٍ
في الريحِ عَرّى لطقسٍ جارحٍ عصَبَكْ !
كلُّ الشموسِ التي
باركتَها انكَسَرَتْ
على مراياكَ لمّا أنْضَجتْ رُطبَكْ
أنهارُها الصُّفْرُ غاضَتْ
لم تُطِقْ شجرًا
ينسى ويوقدُ من أنفاسِه لهبَكْ
وُلِدتَ شيخًا
ولا أبوابَ يَفتحُها
ماضٍ يقلّبُ في مِخْيالِه لُعَبَكْ
كم في حقولكَ
من معنًى تفيضُ بِهِ
شبّابَةٌ سَفَحَتْ في روحِها طربَكْ !
سيرشَحُ الكَهْرَمانُ الآنَ، فليقفوا
لموسمٍ جفّفَ الألوانَ وانتخبَكْ
شربتَ أوّلَ
ما في اللّونِ من تعبٍ
فَغَصَّ بالتعبِ المَسْفوحِ منْ شربَكْ
روحي انتماءٌ
إلى معناكَ يسحبُها
خيطُ المجازِ الذي في لوحِها كَتَبَكْ
كيفَ اختزلنا
مداكَ الرّحْبَ في حجرٍ
شظَّى به الماءُ في مرآتِهِ سُحبَكْ !
خُذني لأغسلَ
في نهرينِ من ذهبٍ
ظلّيْ الشريدَ وأفنى في الذي سكبَكْ
خذني لأرسمَ للإيقاعِ دائرةً
وأمّحي كلّما ألبستَني صَخبَكْ
أنا ابنُ غيمِكَ
تدري أنني وَلَهٌ
يَرْقى إليكَ، وأنّي بالغٌ سببَكْ
هَجْسًا بظلّكَ ..
لا آوي إلى شجرٍ
حتى يُكَشّفَ في معراجِهِ حُجُبَكْ