سلطنة عُمان ضيف شرف النسخة 33 من المعرض
الدوحةـ وسط مشاركة دولية ضخمة تجاوزت 515 دار نشر من 42 دولة، برز الجناح العُماني كضيف شرف للنسخة الـ33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات"، الذي يستمر حتى الـ18 مايو/أيار الجاري، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
الجناح العُماني يأخذ زواره في رحلة ملهمة عبر كتبه المتنوعة التي تستحضر ثقافة وحضارة سلطنة عُمان عبر امتداداتها التاريخية، كما يحتوي على مجموعة من المفردات الثقافية العُمانية التي تم تسجيلها في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، ومخطوطات نادرة أقدمها يعود إلى ألف عام مضت.
الكتب والمقتنيات المعروضة في الجناح العُماني تقدم لمحات مختلفة عن ثقافة السلطنة الغنية من تراث وتقاليد وعادات، وتحكي قصصا عن ثقافة وطابع السلطنة وما يميزها من آداب وفنون وثقافة، وتروج للمقومات السياحية والثقافية والحضارية للبلاد.
ويرافق الجناحَ العُماني معرض للتصوير الضوئي يضم 22 صورة تعكس المعالم الطبيعية والسياحية للسلطنة، فضلا عن مقهى ثقافي يتم من خلاله التعرف على بعض العادات والتقاليد العُمانية فيما يتعلق بالضيافة.
معرض الدوحة الدولي للكتاب يشهد إقبالا من الزوار
6 مخطوطات نادرة
ويعتبر مدير دائرة شؤون المعارف والكتاب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عُمان، خلفان العبري أن المشاركة كضيف شرف في معرض الدوحة الدولي للكتاب الـ33 تأتي في إطار العلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين.
ويقول العبري في حديث للجزيرة نت إن الزائرين سيتعرفون في الجناح العُماني على الكثير من المخرجات الثقافية التي تعكس تاريخ وحضارة السلطنة، فضلا عن 6 مخطوطات نادرة، أبرزها مخطوط عن القرآن الكريم يعود إلى ألف عام، وآخر عن خطوط الطول والعرض في القوارب الشراعية وكيفية استخدامها للسير في البحار.
ويضيف أن الجناح يضم مصادر متعددة للإنتاج الفكري العُماني لمجموعة من المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى إصدارات من مؤسسات المجتمع المدني، حيث تم انتقاء مجموعة من المفردات الثقافية العُمانية التي تم تسجيلها في القائمة العالمية للتراث الثقافي، مثل "فن البرعة" "والعازي" و"الخنجر العُماني". وتم استخدام تقنية "في آر" حتى يعيش الزائر تجربة هذه الفنون ومعرفة تفاصيلها وأدائها.
معرض الدوحة للكتاب يزخر بمشاركات دولية متنوعة وفعاليات مختلفة
ويحتوي الجناح العُماني على ركن خاص بالترويج السياحي للتعريف بالمقومات السياحية والثقافية والحضارية لسلطنة عُمان، ومقهى ثقافي يتم من خلاله التعرف على بعض عادات وتقاليد السلطنة فيما يتعلق بالضيافة، فضلا عن معرض للتصوير الضوئي يضم 22 صورة تعكس المعالم الطبيعية والسياحية لعُمان.
وهناك برنامج ثقافي موسع مصاحب للجناح العُماني تم إعداده بالتنسيق مع إدارة معرض الدوحة الدولي، يضم أمسيات شعرية بشقيها الفصيح والشعبي، وجلسات نقاشية وندوات متخصصة فيما يتعلق بالعلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، وكذلك جلسات تتعلق بالفنون والآدب واللغة، وفقا للعبري.
وبجانب الجناح العُماني، تحضر معرضَ الدوحة الدولي للكتاب 17 دار نشر عُمانية للإسهام في المعرض وتنويع المصادر الفكرية وتقديم أكبر خدمة للباحثين والمهتمين باستكشاف أعمق أبعاد الأدب والفن.
ولكون معرض الدوحة الدولي للكتاب مركزا مهما لتبادل الأفكار والخبرات، ومنصة فريدة تجسد روح الكتاب والفن والثقافة في مكان واحد، فإنه يزخر بمشاركات دولية متنوعة وفعاليات مختلفة تغطي جميع المجالات وتلبي كافة توقعات القراء والمهتمين والزوار.
مخطوطة عمانية نادرة عن خطوط الطول والعرض ورسوم المراكب الشراعية
قاموس موسوعي
وتأتي المشاركة الصينية في المعرض مميزة، لكونها الظهور الرسمي الأول للكتب الصينية في الدوحة منذ سنوات عدة، فضلا عن أن موضوع هذه المشاركة هو "قراءة الصين"، كما أن الكتب المعروضة تغطي نحو 300 نوع من المطبوعات عن السياسة والتكنولوجيا والثقافة الصينية وتعلم اللغة الصينية.
وتقول نيغن شيغاو من وفد النشر الصيني للجزيرة نت إن الجناح الصيني يقدم مجموعة من الكتب التي تجسد الثقافة والتاريخ والحضارة الصينية.
وتضيف أن أبرز المعروضات في الجناح، تتمثل في قاموس "مصطلحات البيانات الضخمة"، كأول قاموس موسوعي احترافي ذكي متعدد اللغات في العالم للدراسة المنهجية لمصطلحات البيانات الضخمة، ليكون ظهوره الأول بالخارج في معرض الدوحة الدولي للكتاب.
كما يشارك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت في معرض الدوحة الدولي للكتاب، في ظل حرصه على المشاركة في معارض الكتب الخليجية والعربية، لإبراز الدور الثقافي للكويت، والتواصل مع الجمهور، لإطلاعه على آخر ما توصل إليه الإنتاج الثقافي والفكري.
ويشارك المجلس في المعرض بأكثر من 300 عنوان من مختلف إصداراته، مثل مجلة العربي، عالم الفكر، عالم المعرفة، إبداعات عالمية، ثقافة عالمية، والمسرح العالمي، إضافة إلى كتب التراث، وعدد من الإصدارات الخاصة التي قام المجلس بطباعتها لمؤلفين كويتيين.
ويشدد جاسم عمران من دار "بوك لاند للنشر والتوزيع" بالكويت، للجزيرة نت على أن الحرص على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، يرجع إلى كونه أحد أهم معارض الكتب في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويوضح أن أبرز الكتب والمعروضات تأخذ الطابع التاريخي والفلسفي، وكذلك تطوير الذات، خاصة أن دول الخليج متقاربة في الفكر، والاهتمام بالقراءة في كتب التاريخ، وخاصة المرتبطة بالمنطقة الخليجية.
سور الأزبكية التاريخي
وتبرز المشاركة المصرية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، من خلال حضور 8 مكتبات من سور الأزبكية التاريخي لبيع الكتب القديمة في مصر، في المعرض للمرة الأولى، وذلك في إطار اهتمام المعرض بإبراز التنوع الثقافي واستقطاب أسواق الكتب التاريخية.
ويرى مدير عام دار الشروق نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين أحمد بدير أن مشاركة مصر فعالة في معرض الدوحة الدولي للكتاب منذ انطلاق دورته الأولى عام 1972.
ويقول بدير للجزيرة نت إن الناشر المصري يحرص دائما على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وزيارة الدوحة بأحدث إصداراته والكتب الأكثر مبيعا، خاصة أن الشعب القطري قارئ ومهتم بالثقافة والهوية العربية.
بدير يعتبر أن المشاركة المصرية فاعلة في معرض الدوحة للكتاب منذ انطلاقته
ويضيف أن معروضات وكتب دار الشروق في المعرض مميزة، وهي الأكثر مبيعا، أبرزها روايات أحمد مراد، وأحمد خالد توفيق، ورضوى عاشور، وعبد الوهاب المسيري وبهاء طاهر.
وعبر جناح يضم مجموعة متنوعة من الأدبيات تحت شعار "اقرأ، تعلم، تطور عبر أميركا"، تشارك السفارة الأميركية في الدوحة بمعرض الدوحة الدولي عبر جناح يضم أكثر من 3 آلاف و700 كتاب للبيع، بما في ذلك أكثر من 420 كتابا بسعر منخفض.
ويقدم الجناح كتبا مجانية حول الجامعات الأميركية والوجهات السياحية الشهيرة، وإرشادات للطلاب وخيارات التعليم العالي في الولايات المتحدة، مما يعزز التبادل الأكاديمي الأميركي القطري، فضلا عن أعمال لكتاب وناشرين أميركيين مشهورين، وكتب باللغتين العربية والإنجليزية.
كما تشارك الأردن في معرض الدوحة الدولي للكتاب بـ45 دار نشر أردنية، تعرض آلاف العناوين التي تستقطب مختلف شرائح وفئات زوار المعرض خاصة طلاب العلم والأكاديميين والمثقفين والباحثين والمهتمين.