ارجعي يا بغداد ترجع الأيام

١٩٩١



استفيق من سكر الصبا

في يوم ينهدم

فيه الأمل تلو الغرور

لست بشاعر

ولكن اقوله حينا حيث يجيش
بين الجوانح و الصدور

و ينهار في نور الحقيقة
برج بنيناه

من خيال في سرور


....
كاني اسمع فيروز تقول

ارجعي يا بغداد

ترجع الأيام

ارى بغداد عام بعد عامِ في ضمور

تثائب الخريف

و ليله الطويل ..

الشمس في ظلاله عمداً تغور

انا اسير عيناك،

في مقلتيهما امل التلاقي

في بهاء و حبور

اقول يا اجمل حلم

في مسائي.. معذرة
ماذابوسعه ان يصنع الفقير

انني خائف ترتعد مني الفرائص..

مثل طفل في الزحام ضيّع أمه

صديّ في وهج الهجير

لا يرى الا ظلمةٍ، ليس من ماء

و ليس من مجير

نسى بريق عيني امه

و ضوعها العبير

كأنه يصيح في ظلمة..

هل من مجير ؟

هكذا ينهار عالم البراءة الصغير

هكذا تمت احلامنا

فجأة بلا نذير
:::


تساقطن اوراق الخريف

وما زالت زرقة عينيك

تبعث الأمل و تؤرق الضمير

كنت لي خيط الرجاء
إذا تسامى من عينيك نور

حبذا ذاك العنفوان

و البشر البشير

ثم خيمت اشباح الشتاء..

باردة سوداء تنذر بالثبور

انها الحرب، لا محالة، فقد تحالف

في امريكا النسور
:::
،

حلم اضاعته غفلة و ذهول

معذرة فقد سألت عنك

كل دروب المدينة

و سألت منعطف الطريق

و في كل مدينة مرت بها سفينتي الجسور

و قبلها سألت امواج دجلة

زرقاء مثل عينيك

لكن بمجراها ارى عناء و حزن و فتور

انا ما هجرتها ولا هجرتك

بل ذاك تصريف الحوادث في الأمور