لا تحزن، بغداد ٢٠٢١



لاتبكي على موتي اذا حم

القضاء بتاتا و أحتفل



كتب الموت على كل مافيها فكم

مات من ملكٍ و كم زالت دول



اين عاد و ثمود اين اولو السلطان

و ذوي العلم و القوم الأول



ستون حولا و الحوادث

تتلاطم حولي جمة و لم تزل



و أقرأ الأشعار عني و اتلو

مدحي و اتلوا ايات الغزل



و ادعوا لي الأحباب حولي

و مجموع الأقارب و الأهل



و انعي رحلي بكلام مسجعٍ

واصفاً طوداً اصيلاً كالجبل



و اخبر الغياب و الأحباب

عني ان نجمي قد افل



الهم الله الاحبة صبراً

و سلوانْ في الأمر الجلل



لا يجدي ان تذرف الأحداق دمعاً

من دمٍ فارحموا تلك المقل



هل يجدي البكاء و النحيب

على فرد شاخ عتيقاً و اضمحل



و هل رأيت فرداً عاد من ذاكْ

الطريق بعدما اجمع بعضه و ارتحل



و لا تحزن عليَّ فقيدا عاش ينتظر

يوم الخلاص الوحيد المؤتمل



تلك حوادث الدهر تجري

كما قُدر لها و هي بعدي لم تزل



فيها الغشوم يلهوا طرباً

و الكيس فيها ترميه العلل



يعز علي ان اكُ في خلد و راحة

و من عينيك دمعاً غزيراً ينهمل



لا تأسف على الدنيا ان كنت مثلي

و من طلّق الدنيا و للناس اعتزل



لا اسف على دنيا مثلتُ بها

دوري تماما مجبرٌ اخاك لا بطل



دنيا عشواء وتمشي بالقدر شيمتها

ذل الكريم و تعلي من سفل



اكثرت مزار الأحبة كل يوم كَثُرَ

الترداد مني حتى ادركني الملل



بدل السكنى حيثما تشاء

يأسن الماء اذا في البركة حلْ



لاتبتئس ان ضاقت بك الآفاق

و اترك الأمر للأقدار تدبير الحيل



دنيا بها الحروب و الأحقاد

و الجشع و فيها وابل من علل



لن تجني سوى المآسي و بها

السم الزعاف مطلي بالعسل



كما الحسناء اذا لم تظفر بها

فدع المشقة و اعتنق درب الهزل



ارتحلت في شرقها و الغرب و لم ارى

الأنسان فيها الا كائنٍ يسدي الوجل



عش يومك كانه غداً فالغد

ربما لن ياتي بعدئذ و لا يصل



اوصيك اني اريد مثواي الأخير أن يكن

في عالي الربى أو على رأس جبل



استنشق الريح صافية بلا اناس

و لا خلاف او نفاق أو جدل



فخر المرأ ما اعطى بيد بيضاء ليس

فخراً بما حاز و من المال حصل