مفاوضات في القاهرة ودبابات إسرائيل على معبر رفح



تشهد العاصمة المصرية تجدداً لجهود التوصل إلى هدنة في حرب غزة، بعد ساعات من تقدم الدبابات الإسرائيلية إلى معبر رفح الحدودي مع مصر وإعادة السيطرة عليه للمرة الأولى منذ أن سحبت قواتها من قطاع غزة عام 2005.
وذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» أمس، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى أن القاهرة تستضيف وفوداً من قطر والولايات المتحدة و«حماس» بهدف التوصل إلى هدنة شاملة في غزة.
فيما سافر وفد إسرائيلي «متوسط المستوى» إلى القاهرة، على وقع رفض ضمني لمقترح قبلته «حماس».
وحذر مسؤول في الحركة إسرائيل قبيل توجه وفد من الحركة إلى القاهرة لاستكمال المباحثات بشأن مقترح للهدنة، من أنها ستكون «الفرصة الأخيرة» لاستعادة الأسرى.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن هذه الفرصة الأخيرة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وعوائل الأسرى لعودة أبنائهم «أو أن يكون مصيرهم مصير الطيار رون أراد» الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 ولا يزال مصيره مجهولاً.
وقال نتانياهو إن إعلان حماس الموافقة على مقترح الهدنة لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً: إن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الأسرى.
وقال مسؤول إسرائيلي: إن وفداً إسرائيلياً متوسط المستوى توجه إلى القاهرة، معتبراً أن مقترح وقف إطلاق النار الحالي غير مقبول لإسرائيل.
وأضاف لوكالة رويترز: إن الوفد الإسرائيلي ستكون مهمته تقييم مدى إمكان إقناع «حماس» بتغيير موقفها إزاء أحدث عرض إسرائيلي لوقف إطلاق النار.
وقال: «الوفد مكون من مبعوثين متوسطي المستوى. وإذا تسنى التوصل إلى اتفاق حقيقي في المستقبل القريب، سيترأس كبار المسؤولين الوفد».
وقال المسؤول الإسرائيلي إن إصرار إسرائيل الواضح على التحرك نحو رفح دفع «حماس» إلى التعجل في طرح مقترحها الأحدث.
معبر رفح
وكانت إسرائيل أعلنت صباح أمس، سيطرة لواء من دباباتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بالتزامن مع إرسالها وفد «متوسط المستوى» إلى القاهرة لبحث أفق لهدنة.
وذلك بعد ساعات من إعلان «حماس» قبول اقتراح مصري - قطري لوقف إطلاق النار، وصفته بأنه «لا يلبي مطالبها الأساسية».
وقال الجيش الإسرائيلي إن اللواء 401 تولى «السيطرة العملياتية» على المعبر الحيوي، وهو المنفذ الرئيس لدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، وخروج القادرين إلى مصر.
وأضاف على «تليغرام» بأنه دمر منشآت عسكرية تابعة لحماس، وبنى تحتية تحت الأرض، ومنشآت أخرى تديرها الحركة، مضيفاً أن نحو 20 من مسلحي الحركة، قتلوا خلال العملية.
تصعيد خطير
من جانبها، قالت «حماس» إن اقتحام المعبر «تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي». وقالت، في بيان إن «الاقتحام يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع».
ورغم إعلان واشنطن أن ما تفعله إسرائيل في رفح هو «عملية محدودة»، حذر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت من أن إسرائيل مستعدة لتعميق عملياتها في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة في ضمان إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع.
وقال: إن العملية ستستمر لحين القضاء على قوات «حماس» في المنطقة أو أن تسلم الحركة أول الأسرى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة إخلاء أحد المستشفيات الرئيسية في رفح بسبب القصف الإسرائيلي المكثف في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة مدحت عباس إنه تم نقل الجميع إلى مرافق طبية أخرى، ومستشفيات مؤقتة قريبة.
ويقول نتانياهو إن سيطرة الجيش على الجانب الفلسطيني من معبر رفح يعد «خطوة مهمة» نحو تفكيك قدرات حماس العسكرية والاقتصادية.