كيف أكتشف مهاراتي وقدراتي؟
طريقة اكتشاف المهارات
أحد العوامل التي تجعل الناس لا ينجحون في الحياة هو أنهم لا يعلمون الكثير عن قدراتهم الحقيقية، ولا يعرفون الكثير عن مهاراتهم الفعلية، وما يمكن أن يقوموا به، فكل شخص يتمتع بسلسلة من القدرات والمهارات المهمة التي تجعله متميزاً في المجال المهني، فالكثير منها فطري والبعض الآخر يبدأ في التطور أثناء الطفولة، ويتم إتقانه طوال الحياة.. بالسياق التالي "سيدتي" تُساعدك لاكتشاف مهاراتك وقدراتك الحقيقية.
ما هي المهارات الشخصية وماذا تعني القدرات؟
مهاراتك هي الأشياء التي تعلمت القيام بها بشكل جيد نتيجة للموهبة
تقول استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي أميرة نجيم عيسى لـ"سيدتي": "مهاراتك هي الأشياء التي تعلمت القيام بها بشكل جيد نتيجة للموهبة أو التدريب أو الممارسة؛ حيث تولد مع الموهبة بعض القدرات التي تتحسن بشكل طبيعي بمرور الوقت من خلال اكتساب المهارات وبعض الخبرات.
وقد تكون هذه القدرات هي نقاط قوتك التي يمكنك بناء مهاراتك وعوامل تفوقك ونبوغك عليها، وفي الوقت الذي يمكنك التدريب من تعلم مهارات جديدة عبر حضور دورة تدريبية أو من خلال التعليم الذاتي، فإن الممارسة تعمل على تحسين قدراتك ومهاراتك".
وتشير أميرة إلى أنه: "بحسب الدراسات فالشخص العادي يمتلك ما يصل إلى 700 مهارة جاهزة للاستخدام في أي وقت، لافتة أنك أنت نفسك قد لا تحتاج إلى التفوق في مهارة ما لتدعي أنك تمتلكها. فإذا شعرت أنك مؤهل أو أنك تؤدي المهارة مثل معظم الناس، فأنت تمتلك تلك المهارة.
نحن جميعاً لدينا المهارات والقدرات التي تميزنا عن الآخرين وتختلف من شخص لآخر، وما يحدث هو أن هذه المهارات تتطور طوال حياتنا، ومع زيادة خبراتنا ومع كثرة احتكاكنا بتجارب وأداءات مختلفة تجعلنا نتعلم أشياء جديدة".
كيف يمكنني معرفة المهارات التي أمتلكها؟
تقول أميرة: "في أعماقنا قد نشك في المهارات والقدرات التي نمتلكها، وقد لا ندرك هذه المهارات والقدرات من الأساس كمهارة التعامل مع الأشخاص، والمهارات الفنية الإبداعية، والقدرات التنظيمية، ومهارة تعلم اللغات، أو المهارة في المطبخ.. إلخ من عالم المهارات والقدرات التي لا تنتهي، ومن ثمّ فهناك بعض الوسائل التي تمكننا من إدراك هذه المهارات والقدرات ومنها:
- اسأل الآخرين: قم بإجراء استطلاع رأي بسيط للأشخاص الذين يعرفونك. واسألهم عن رأيهم فيما تجيده من مهارات.
- فكر في طفولتك: فكر في تلك الأنشطة أو المواضيع التي كانت تستهويك في طفولتك، وتلك التي تفوقت فيها وكانت جزءاً من شخصيتك عندما كنت طفلاً. هل أحببت ألعاب الذكاء مثلاً، هل تهوى الفن والإلقاء الشعري، هل كنت تحب الرسم والتلوين، هل كنت طفلاً يفكر أكثر بكثير مما يبدو عليه؟ هل كنت وما زلت منظماً ومنضبطاً ومجتهداً؟
- أكثر ما تحب أن تفعله: فكر في لحظات المتعة والسعادة تلك عندما تفعل شيئاً يرضيك. وما هو هذا الشيء؟
- ما الذي تحب التحدث عنه: لدينا جميعاً موضوعات المحادثة المفضلة. والتي عادةً ما نعرف عنها المزيد، حيث نستمتع بالعثور على معلومات جديدة عنها. حدد ما هي تلك الأمور التي تثير اهتمامك وتحب البحث، وفي أي مجال السياسة أو الاقتصاد أو الحيوانات الأليفة أو الفن أو العلوم أو التكنولوجيا، لا شك أنك ستجد أحد هذه الأمور تتفق مع ذوقك وتتسق مع اهتماماتك والتي بدورها ترتبط عادةً بمهارات أو قدرات لديك لا تعرف عنها الكثير.
- كيف هي هواياتك: اختيار الهوايات دائماً ما يقول شيئاً عن قدراتنا. أولئك الذين لديهم حس جمالي عادة ما يستمتعون بالفنون. عادةً ما يقوم الأشخاص المهرة بعمل أعمال يدوية، ويقوم الرياضيون بتحسين أنفسهم يوماً بعد يوم.
- فكِّر في إجابة لهذا السؤال "لو كان بإمكانك أن تكون كائناً آخر أو شخصاً آخر فماذا ستختار؟ واسأل نفسك لماذا، فإذا كانت إجابتك شخصاً آخر، شخصية خيالية. حاول أن تعرف لماذا جذبك هذا الاختيار؟ ما هي المهارات والخصائص التي لديك لتختار هذا الاختيار؟
- تذكر أحلامك: ماذا كانت أحلامك بطفولتك وبشبابك، ماذا حققت من هذه الأحلام وما لم تحققه، حاول أن تتذكر ما كنت تحلم به دائماً، فالأحلام التي نحلم بها أثناء نومنا ترتبط ارتباطاً مباشراً بما نفكر فيه ونشعر به، ويمكن من خلاله اكتشاف مهارات فعلية وقدرات خفية بعيدة عن سياق الواقع الذي تعيشه، حاول أن تتذكر ما إذا كان بإمكانك استخلاص بعض الأدلة حول ما تجيده. حتى لو كان في الأحلام.
اختيار الهوايات دائماً ما يقول شيئاً عن قدراتنا
- انظر بتمعن إلى نفسك ودواخلك واذهب في رحلة عميقة لذاتك لتعرف: هل تفضل العمل بمفردك أم مع الناس؟ هل تفضل بشخصيتك التعامل مع الحروف أم الأرقام؟ ما الذي يجذب انتباهك من فنون أم أشياء ملموسة؟ ومن ثم ما هي المهارات التي تعتقد بأنها جعلتك تذهب لهذا الاختيار؟
- اقرأ قراءات كثيرة ومتنوعة: لا شيء يضاهي النظر إلى عوالم أخرى للاستمتاع بتنوع الآراء والمناهج والتصورات والعواطف. ستثري هذه الرحلات قدرتك على تخيل المواقف التي تعجبك، وربما ستجعلك تكتشف وجود قدرات جديدة لم تلاحظها من قبل.
- القوة الملهمة للبودكاست: إذا لم تكن ممن يحبون القراءة هناك خيار البودكاست والكتب الصوتية. من بين المواضيع التي يمكن اختيارها علم النفس، والابتكار، والشركات، والأعمال التجارية، والفنون، والفلسفة، والطبيعة، والصحة. بالتأكيد هناك العديد من الأشياء التي تساعدك على التفكير في نقاط قوتك.
- ما نوع النشاط الذي تتميز به؟ ليس من الضروري أن تكون معجباً بكل ما تمارسه قد تكون ماهراً في شيء لم تكن متحمساً له بشكل خاص. ووراء هذا الواقع تكمن قدرة يمكن استخدامها بطريقة أخرى.
- ماذا ترى نفسك تفعل بعد 15 عاما؟ عندما نسأل أنفسنا هذا السؤال فإننا نفعل ذلك بوعي أو بغير وعي، مع الأخذ في الاعتبار ما نعرف كيف نفعله بشكل جيد أو جيد جداً. حاول ان تتوصل للمهارات التي لديك لتصور ذلك المستقبل.
- راجع نجاحاتك: ماذا فعلت؟ في ماذا نجحت؟ ما هي القدرات التي ساعدتك على النجاح؟ حددها جيداً لاستغلالها بشكل أفضل.
- لا تنسَ إخفاقاتك: إذا أعدت النظر في بعض إخفاقاتك، ابحث وراء الأمر وتحقق لماذا أخفقت وماذا ينقصك من مهارات وقدرات؛ ليتغير الأمر ويتحول الفشل لنجاح ومن ثم سيكون لديك المجال للتحسن.
- اسأل نفسك هل هناك شيء لا تعرف كيفية القيام به وترغب في تعلمه؟ هناك أنشطة لا نشارك فيها لأننا لا نعرف كيف نمارسها، مثّلا لا يمكن أن يكون المرء جزءاً من أوركسترا لأنه لا يعرف كيفية العزف على آلة موسيقية. لكن هناك طرقاً أخرى للمشاركة فيها (تنظيم الحفلات، تصميم المسرح، الدعاية والإعلان) ومن ثمّ اسأل نفسك ما الذي يلفت انتباهك حقاً في هذا النشاط، وما هي القدرة التي تمتلكها لتكون مفيداً.. ثم اتخذ القرار.
- قم بالتسجيل للعمل التطوعي: سترى العديد من الأشياء التي يتم إنجازها وسوف تقابل الأشخاص الذين يحركونها. ماذا يعرفون كيف يفعلون؟ ما هي أفضل طريقة لاستخدام هذه القدرة؟ كيف يمكنك المساعدة؟ من المؤكد أن شخصاً ما يحتاج إلى إحدى مواهبك العديدة.
تقول أميرة عندما تصل لإجابات لكل هذه الأسئلة اتخذ قراراً بشأن الخطوات اللازمة للقيام بنوع من الاختبارات الأولية لقدراتك وحاول استخدام بعض تلك المهارات والقدرات "الجديدة" المكتشفة حديثاً - أو المعاد اكتشافها - من خلال القيام بشيء محدد وفي غضون موعد نهائي وابدأ في استغلال مهاراتك وقدراتك بشكل فاعل في حياتك العملية.