الفوائد الخمس لقول لا
لا أذكر متى سمعت / قرأت أول مرة في حياتي هذه الوصية / النصيحة: ”تعلّم أن تقول لا“، حكمة قد تبدو بسيطة ومباشرة ولكنها في الحقيقة غاية في العمق والقيمة، بل إنها مقولة لا تُقدر بثمن أو مقياس، وحينما نُناقش أو نتناول هذه الفكرة: أن نتعلم متى وأين وكيف ولماذا نقول لا، فنحن بالضرورة نصطدم ب ”نعم“، فكما هو معلوم أن ”لا النافية عكسها نَعَم وهو حرف جواب يعني التصديق“.
وحتى تكتمل الفكرة التي يستهدفها لا بد من توضيح نقطة مهمة، وهي أن ”لا“ المقصودة هنا، ليست مجرد حرف صادم يتم التلويح به للتعبير عن الرفض أو الاحتجاج، لا فالأمر أكثر تعقيداً وعمقاً من ذلك. المقصود ب ”قول لا“ هو استخدامها وتوظيفها كثقافة ومهارة، وكذلك تعزيزها وغرسها كمنهج تعامل وأسلوب حياة.
في حياتنا المزدحمة بالأفكار والآراء والأحداث والخلافات والتناقضات وهي أمور وأشياء طبيعية وضرورية، لاسيما في عصرنا الحالي بكل ملامحه وتفاصيله المتسارعة والمتضادة، نحن بحاجة ماسة لمسك العصا من المنتصف أو الوقوف على مسافة مناسبة بين اللاء والنعم، والآن إليك عزيزي القارئ هذه الفوائد / النصائح الخمس التي قد تُساعدك على ”قول لا“ بشكل رائع وإيجابي:
الأولى: قبل أن تقول لا، ضع في اعتبارك السبب والمنطقية في ذلك، وأنك في غاية القناعة والطمأنينة من ذلك، فليس من المنطق أو الموضوعية أن ”تقول لا“ لمجرد أن تقول لا.
الثانية: لا تستخدم هذه المهارة أو المنهجية - قول لا - بشكل عنيف أو مبالغ فيه، بل على العكس تماماً، فلتكن لا ممزوجة باللطف واللباقة والثقة.
الثالثة: نعم قد تكون واثقاً ومتأكداً من اختيارك لـ ”قول لا“ في نقاش أو قضية ما، لك كل الحق في ذلك، ولكن يجب أن لا تكون ”لاؤك“ حقيقة مطلقة لا يملكها غيرك.
الرابعة: ولأن ”إرضاء الناس غاية لا تُدرك“، فكن مرتاحاً وأنت ”تقول لا“، فالناس على الأغلب لن يرضوا عنك، سواء قلت لا أو قلت نعم، فلتكسب نفسك وتُبرز قناعتك بقول لا، هذا طبعاً في حالة قناعتك بذلك.
الخامسة: هل تعلم أنك حينما ”تقول لا“ عن قناعة ورضا، تُسدي معروفاً للناس، ولنفسك طبعاً؟، فأنت تجعل من المحيطين بك أو الذين تختلف معهم، يتعاملون معك بشكل واضح، بل ويُكسبك احترامهم، بل وقد تكون سبباً في تبنيهم هذا ”المنهج اللائي“.