البكاء في العمل يضعف موقفك.. خطوات لحبس دموعك والتحكم في عواطفك


وسائل لإظهار القوة في السيطرة على العواطف داخل العمل - المصدر: freepik
في بيئة العمل، نجد أحياناً أنفسنا في مواقف تجعلنا نشعر بالضعف أو الإحباط، ولا يمكننا دائماً تجنب تلك اللحظات التي تدفعنا للبكاء.فكيف يمكننا تحويل هذه التجارب العاطفية إلى فرص للتحكم الذاتي وتعزيز مكانتنا المهنية؟ فالتحكم في مشاعرنا في مكان العمل تحدٍّ حقيقي.
إذا كنتم تعتقدون أن البكاء في العمل يمكن أن يضعف موقفكم، فأنتم لستم وحدكم. تقدم الدكتورة والمحاضرة "نائلة مهيدات" في علم النفس التربوي في جامعة قطر، خطوات فعّالة تمكنكم من التحكم في دموعكم وبناء قوة عاطفية تعزز مكانتكم المهنية، وتجيب عن السؤال الأكثر أهمية: كيف تدير نفسك عندما تجدها في موقف يستدعي التعبير عن المشاعر في العمل؟

نصيحة: في عالم العمل، يعتبر الصمود وعدم البكاء علامة على القوة والاستقرار العاطفي. تذكر دائمًا أن الصمت هو القوة."

دكتورة نائلة، بالرغم من أن البكاء استجابة إنسانية طبيعية، لماذا علينا التوقف عن البكاء في العمل؟
يمكن أن يساعدك البكاء في العمل على تحرير العواطف والتخلص من الشعور بالضغط والتحسن عند الشعور بالانزعاج، لكن في بعض المواقف في العمل قد يؤدي البكاء إلى الشعور بالحرج أو الإهانة بين الزملاء.
ونحن نعلم، أنه قد يكون من الصعب إدارة الصحة العقلية في مكان العمل، وأن العديد من الأشخاص قد يعانون من الإرهاق في العمل لعدة أسباب؛ كفشل مشروع ما أو مواجهة تحديات كبيرة، فالبكاء هو رد فعل طبيعي كما ذكرتِ، ويحدث أحياناً أثناء تواجدك في المكتب.
وفقاً لذلك، كيف يمكننا التوقف عن البكاء في العمل؟
بالنسبة لمن يرغبون في فهم كيفية منع أنفسهم من البكاء في العمل، فإننا نركز بشكل أساسي على مجموعة خطوات يمكنها أن تساهم في إدارة العواطف والتحكم بالمشاعر خلال العمل، وأهمها:
التنفس بعمق
تعد تمارين التنفس العميق خطوة مهمة في التحكم بضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهذا بدوره يهدئك. لذلك عليك تجربة التنفس العميق والمتواصل عند الشعور بالرغبة بالبكاء، وبأنك على وشك إظهار مشاعرك. فالتنفس يمكن أن يساعد في توليد شعور بالهدوء، مما يتيح لك استعادة السيطرة.
المحافظة على الهدوء
حاول أن تحضر معك كوباً بارداً من الماء إذا كنت تواجه موقفاً مرهقاً، مثل مراجعة الأداء . فأثناء لحظات التوتر يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم، ويعد شرب كوب الماء أو العصير البارد من الأشياء التي قد تساعد على تهدئة وترسيخ الراحة في نفسك والهدوء مع مرور الوقت.
إدارة طاقتك
إن اللعب بكرة التوتر أو الذهاب في نزهة على الأقدام سيسمح لك بتوجيه طاقتك العصبية إلى مكان آخر، فالتمارين الرياضية تساهم بانخفاض مستويات القلق والتوتر والانزعاج، لذا فإن الحركة غالباً ما تساعد في إدارة مشاعرك على المدى الطويل.
هل هنالك مجموعة من النصائح يمكن أن تساعد في علاج الموقف في حالة البكاء والخروج عن السيطرة؟

نصائح للتعامل مع حالات التوتر داخل بيئة العمل - المصدر: freepik
علينا أن نذكر أن بعض الدموع لن تؤثر بشكل كبير على الحياة المهنية. ولكن إذا كان الشخص قلقاً بشأن العواقب المحتملة للبكاء في بيئة مهنية، فهناك مجموعة من الطرق لإعادة التنفس إلى المسار الصحيح بعد حدوث البكاء، ضمن مجموعة من الاستراتيجيات لكيفية التعامل مع البكاء في العمل، وأهمها:
ممارسة الصدق
يجب أن يثق الشخص بأنه ليس من الضروري الخوض في التفاصيل حول سبب البكاء والانزعاج، خاصة إذا كانت مسألة شخصية. لكن يجب أن يقدم ما يكفي لفهم هذا السلوك وتخفيف مخاوف أعضاء الفريق الآخرين حول عدم مهنيتك أو قدرتك على تحمل عبء العمل.
تحمل المسؤولية
إن الاعتراف بالدموع وعدم حبسها إذا كنت مرتاحاً للقيام بذلك ليس شيئاً سلبياً، لذلك على الأفراد محاولة شرح السبب لوجود رد فعل قوي لديك يدفعك للبكاء في العمل. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعزون دموعهم إلى العاطفة يُنظر إليهم على أنهم أكثر كفاءة. إذا كنت تبكي لأنك تهتم، فهذا يستحق المشاركة.
المتابعة بشكل إيجابي
إذا كان الشخص قلقاً بشأن سمعته بعد البكاء في العمل، فذكّر زملاءك في العمل بنقاط قوتك، وانتبه أكثر في الاجتماعات وأخبر زملاء العمل بأنك موجود لمساعدتهم. وأظهر أنك مرن وقادر وملتزم بأداء أفضل لأعمالك.

نصيحة: تصرف بشكل احترافي حتى في وجه التحديات الكبيرة، فالاحترافية تُكسب احترام الزملاء والرؤساء."

في الختام، أشكرك على هذه الاستضافة القيمة وهذا الحوار الجميل، وأثني على كلامك بأننا تربينا اجتماعياً على اعتبار التعبيرات القوية عن المشاعر نقطة ضعف. لكن الدراسات تظهر أن الحساسية التي تزيد من التعاطف والوعي العاطفي في العمل هي نقاط قوة، خاصة عند التفاعل مع الزملاء الآخرين.
فالبكاء الجيد يساعد الجسد على التعافي بشكل أسرع بعد التوتر؛ حتى يتمكن الأفراد من التركيز والتفكير بشكل إبداعي للتعامل مع المشكلة المطروحة. وتظهر الدراسات أيضاً أن حبس دموعك أمر سيئ، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والأمراض العقلية.