بَحرٌ مِن العِلمِ اليَقينِ تَفَجـّرا
رَوّىٰ صَحاري الشّكِ مِمّـا صَدّرا

في أُفْقِهِ تاهَتْ مَعارِفُ غَيرهِ
لَم يُبقِ منها ما رَوَىٰ أو أخبَرا

تَنسابُ مِن قَسَماتِهِ أنوارُهُ
كالبَدرِ في لَيلِ التّمامِ فَأَقْمـَرا

مِن حِكمَةِ الباري تَنامَىٰ أمرُهُ
مَا بَينَ حُكمَينِ عَلَيهِراستَكبَرا

فَاسْتَفْحَلَتْ بِالنّاسِ بِدعَةُ دينِهِم
وَاسْتَعمَلَتْ كُلُّ المَذاهِبِ مِنْبَرا

يَدعو إلىٰ تَسقيطِ كُلِّ مُعارِضٍ
وَ المُنتَمي للرّأي فيهِ تَأَمَّرا

وَالحُجّةُ الكُبرَىٰرعَلَيهِم بَينَهُم
لَـٰكِنّما القَلبُ الذي ما أبصَرا

في هَكذا جَوٍّ أَقامَ إمامَةً
أضحَتْ مَناراً للهُداةِ وَ جَوهَرا

فيها مِن الأعلامِ ما شِئتَ فَقُلْ
كُلٌّ يَقولُ سَمِعتُ يَوماً جَعفَرا

مِن عِلمِ آلِ المُصطَفَىٰ غَذَّاهُمُ
لا جَبرَ لا تَفويضَ لا مَن أنكَرا

لا مَن تَصَوّفَ لا مُجَسِّمَ بَعدَهُ
لا مَن بِدينِ اللّٰهِ عَمداً غَيَّرا

حَتّىٰ صَفَا نَهجُ العَقيدةِ كاملاً
حاكَتْ لهُ تلكَ الحُكومَةُ مُنكَرا

مِن كَثرَةِ الأتباعِ زَادَتْ فِيهِمُ
أمواجُ غَيظٍ تَرجَموها خَطَرا

فَاستَخدَموا السُّمَّ الزُّعافَ لِقَتلِهِ
حَتّىٰ قَضَىٰ في دَارهِ مُتَعَفِّرا

ناحَتْ عليهِ السَّبعُ فَوقَ طِباقِها
وَاستَعبَرَتْ أرضُ المَجَرّةِ أنهُرا

يا صَادقَ القَولِ المُسَدّدِ بالسَّمَا
حُزناً عَلَيكَ عُيونُنَا تُجري ذُرَا







محمد هاشم الناصري