كيف يتحول الموظف إلى شريك مبدع في العمل؟


كيف يتحول الموظف إلى شريك مبدع في العمل؟

تُعد بيئة العمل الإبداعية الحاضنة الأولى للموظفين على تنمية الأعمال، وتقديم الأفكار والمقترحات، وتوسيع فرص التطور والنمو والازدهار، الأمر الذي يساعد على إيجاد الفرص المناسبة لتحقيق التميز في الخدمات المقدمة والمنافسة بشكل أكبر.
ولذلك يسعى العديد من المدراء إلى تحويل الموظف العادي إلى شريك مبدع في إيجاد الحلول، صنع القرارات، ومساعدتهم على إثارة التفكير الإبداعي وإطلاق العنان إلى عقولهم، من خلال منح المساحة الكافية لتطبيق الأفكار وابتكار الطرق الجديدة للمنافسة.
يقدم موقع "wework.com" العديد من الطرق والاستراتيجيات المتعددة والتي تساعد الموظف على التفكير خارج الصندوق، وأن يكون جزءاً أصيلاً وشريكاً فعالاً من العمل المبدع والمتطور، نلخصها في عدة نقاط مهمة:

  • تمهيد الطريق للعصف الذهني:

    تمثل المساحة الممنوحة في التعامل بحرية مع المعلومات والبيانات للموظف الكثير من الفرص لتبادل وطرح الأفكار

يمتلك العديد من الموظفين مجموعة كبيرة من المعلومات المتاحة داخل المؤسسة للعمل والتطوير وفقاً لتلك البيانات وبطريقة يراها مناسبة، لذلك ينصح المدراء العاملين بعدم التدخل في طريقة قراءة وتعامل الموظفين مع تلك البيانات؛ فالمدراء لا يملكون القدرة على تحديد ما هي الأفكار التي قد تطرأ على ذهن الموظف عند تعامله مع تلك المعلومات، وكيف يمكنه أن يقدمه بأسلوب مبتكر وجديد لا يمكن توقعه؟ لذلك تشكل تلك المساحة الممنوحة في التعامل بحرية مع القائمة المرسلة للبيانات الكثير من الفرص لتبادل الأفكار، يمكن للشركة أن تجني ثمارها.
  • تشجيع الفردية في العمل:

دع الموظف يعرف أنك تقدر الأفكار المطروحة بشكل فردي. فالموظفون يعتادون مع مرور الوقت على الشعور بأنهم جزء من المجموعة التي تعمل في المؤسسة، وقد يعتقد البعض أحياناً أنه من الأفضل أن يواكب العبء في العمل من خلال الاندماج ضمن المجموعة، وألا يكون العجلة التي تدور في فلك لوحدها في المؤسسة.
لذلك يجب على أصحاب العمل اتخاذ الخطوات والاستراتيجيات التي تتيح للموظفين معرفة أن الفردية موضع تقدير واهتمام بالنسبة لديهم؛ وذلك من خلال رفع مستوى الاهتمام والتقدير بالأفكار المطروحة بشكل فردي، وتقديمهم كأشخاص مميزين ومثابرين، وليس مجرد موظفين في الشركة، فالموظفون يستجيبون بشكل سريع إلى تلك الإيماءات وسيكافئونك برؤاهم وأفكارهم.

  • تسهيل وصول الاقتراحات المجهولة:

يشعر بعض الموظفين أحياناً بالخوف الشديد والقلق من تقديم اقتراحات بشكل علني أمام الزملاء الآخرين. فبرغم الحصول على التشجع عند المبادرة على تقديم الأفكار والمقترحات الإبداعية، فإن الخوف من الإحراج أو القلق العام أو أي شيء آخر قد يمنع البعض من التعبير عن آرائهم بحرية وانفتاح أمام المجموعات الأخرى.
لذلك ينصح دائماً بإزالة الحواجز الاجتماعية من خلال تزويد الموظفين بالقدرة على مشاركة أفكارهم بشكل مجهول من خلال وضع صناديق الاقتراحات في مكان العمل، وتوزيع نماذج حماية الهوية عبر الإنترنت، والتأكد من إظهار أنه حتى عندما يتم تقديم اقتراحات الموظفين بشكل مجهول، يتم الاستماع إلى اقتراحات الموظفين.

  • المشاركة في تحمل المسؤولية:

    مشاركة النتائج والمشكلات لجميع العاملين في المؤسسة لتحمل المسؤولية المشتركة.

في الأوقات السابقة لم يكن من المتاح للموظف أن يمتلك المعلومات حول نتائج الأفكار والمقترحات المقدمة، فالمدراء هم الأشخاص الوحيدون المخوّلون بمعرفة ذلك والشعور بالقلق عندما تنخفض معدلات المبيعات، أو عندما تحدث مشكلة في الأرقام، وخلل في التعامل مع العملاء.
في عصر الإدارة الجديدة للتعامل مع الموظفين، تتيح الاستراتيجية الجديدة أن يرى الجميع تلك الأرقام وأن يتم مشاركة النتائج والمشكلات لجميع العاملين في القطاع داخل المؤسسة؛ ليتحمل كل موظف وعامل المسؤولية لجعـل الأرقام أفضل، أو لتطوير للشركة، أو لتعديل العمل عن مساره الحالي، أو حتى لحل مشكلة طارئة. فالإدارة الحديثة تفتح التفكيـر الجماعي للمساهمة في حل الأمور، وجعلها تسير بطريقة أفضل، وسرعة أكبر، وتكلفة أقل.

  • لكل موظف نصيبه من النجاح:

لقد أصبحت الاستراتيجيات الحديثة تتجاوز تماماً فكـرة العمـل المأجور التقليدي إلى فكـرة شعـور الموظف أنه يعمـل في مؤسسة ينتمي إليها انتماء حقيقياً، فموظفو الشركات التي تنتهج سياسة العمل المشترك بين الموظف والمدير؛ يفكّـرون ويتصرّفون كأنهم يملكون المكان، ولذلك يعمـل كل منهم على إطـلاق أفضـل ما لديه من مهارات للحصول على نصيبه مع النجاح والأرباح، فالأمر لا يتوقف فقط على حصد المكافآت المالية، وإنما يمنح دعماً معنـوياً وتفاعلياً كبيراً يصل إلى مرحلة الحصول على أسهم ضمن الشركة المعمول بها.