شاب مبتور اليدين يحصل على رخصة قيادة



نجح شاب مبتور اليدين، يبلغ من العمر 30 عاماً، في الحصول على رخصة قيادة سيارة في الهند، متغلباً على إعاقته.
وأظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي ثانسن كيه، الذي ينتمي إلى تشيناي عاصمة ولاية تاميل نادو الهندية، وهو يستخدم جذعه لتشغيل سيارته رباعية الدفع، ويربط حزام الأمان، ثم يضع قدمه على عجلة القيادة وينطلق.
وذكر موقع «ذا تايم أوف إنديا» أن ثانسن استطاع بالفعل أن يقنع المسؤولين في بلاده بمنحه رخصة لمدة 10 سنوات لقيادة السيارة، مؤكداً أنه أصبح مصدر إلهام لأقرانه من أصحاب الهمم، كما ساعد الأطباء أيضاً على تطوير بروتوكول جديد لشهادة اللياقة البدنية.
وأعرب ثانسن عن سعادته البالغة بتحقيق حلمه بالقيادة، قائلاً: «أنا سعيد بالقيادة؛ فالرخصة تمنحني قدرة أفضل على الحركة والاستقلالية والسلامة».
كان الشاب، الذي يعمل محامياً ويسعى للحصول على شهادة ما بعد التخرج في القانون، قد فقد يديه في حادث مؤسف، عندما لامس سلك التوتر العالي وهو في العاشرة من عمره، ليصبح عاجزاً تماماً عن ممارسة حياته بصورة طبيعية، لكنه لم يلبث أن استعاد عزيمته، وتعلَّم تدريجياً أداء أعماله اليومية باستقلالية تامة.
وأضاف: «تعلمت الكتابة باستخدام جذعي، وسرعان ما تعلمت السباحة والعزف على الطبول»، لافتاً إلى أنه يعزف على الطبول في الحفلات الموسيقية، ولا يشعر بإعاقته أبداً إلا عندما يسأله أحدهم عن يديه المبتورتين.
وكشف أنه تعلَّم قيادة السيارات منذ 5 سنوات، مستلهماً ذلك من قصة فيكرام أغنيهوتري من إندور، وهو شخص مبتور اليدين حصل على رخصة القيادة عام 2016، لكنه لم يكن متأكداً من كيفية الحصول على الرخصة القيادة.
وأوضح أن انتظار وسائل النقل العام مع زوجته ورضيعه في ساعات غريبة بأماكن نائية أصابه بالإحباط، إلا أنه في ديسمبر 2023، قرأ عن حصول امرأة بلا ذراعين على رخصة قيادة في ولاية كيرالا، ما جدَّد لديه الأمل بتحقيق هدفه.
والتقى ثانسن الأطباء في معهد طب إعادة التأهيل الذين رجَّحوا إمكانية حصوله على رخصة قيادة. وقال الدكتور إس فالافان، وهو طالب دراسات عليا في الطب: «كان لديه صور ومقاطع فيديو له وهو يقود السيارة، وأراد منا أن نؤكد أنه لائق، لكنني لم أكن متأكداً».
ولإثبات قدرته على القيادة بمهارة عالية، قاد ثانسن السيارة في حرم المستشفى، وأجرى فريق من ثلاثة أعضاء برئاسة مدير المستشفى الدكتور بي ثيرونافوكاراسو وكبار الأطباء الدكتور أ.راجاكومار والدكتور تشيتراراسو كريش تقييماً لمهاراته.
وقال الأستاذ المساعد تشيتراراسو: «عندها واجهنا حاجزاً تقنياً. لم يتمكن ثانسن من الوصول إلى عجلة القيادة، ولم تكن لديه قبضة يد».
وأضاف تشيتراراسو: «حتى الأطراف الاصطناعية لم تكن مفيدة، وبدون قبضة اليد وإمكانية الوصول إلى عجلة القيادة لم نتمكن من اعتماده، وسألناه عما إذا كان يمكنه القيادة باستخدام ساقيه».
وبعد شهر، عاد ثانسن إلى المستشفى بعدما أتقن القيادة بساقيه، وكانت سيارته آلية أوتوماتيكية تم تعديلها لتناسب احتياجاته، وكان يستخدم قدمه اليمنى للتحكم في عجلة القيادة، وقدمه اليسرى لدفع دواسة الوقود والفرامل، وكان يستخدم مفاتيح المؤشرات، «والممسحة والبوق والأضواء كلما لزم الأمر»، على حد تعبير تشيتراراسو.
وأعدَّ الفريق الطبي تقريراً مفصلاً يشرح سبب إعلانهم أن ثانسن لائق للحصول على الترخيص، وبناءً على ذلك سُمح له بالقيادة ضمن فئة المركبات المعدَّلة.