• 05 مايو 2024




الخلافات الأسرية لها تأثيرها على الجنين
سلامة الحمل لا ترتبط بالغذاء الصحي المتوازن، وقدر ممارسة الحامل للرياضة، أو العوامل الوراثية فقط، إنما له علاقة بالبيئة التي توفرها الأم لتجربة الحمل ذاتها ولجنينها وهو لا يزال في رحمها.
وكلمة البيئة تشمل علاقة الزوجة الحامل بزوجها، ومساحة "النكد الزوجي" في حياتها، ما يجعل احتمال إنجاب طفل قليل الذكاء، أو من ذوى الاحتياجات الخاصة، كبيراً، وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات والأبحاث الطبية.
اللقاء مع استشاري النساء والتوليد الدكتور محمود فايد السيد؛ للشرح والتوضيح.
النكد الزوجي وسلامة الحمل

للتقلبات النفسية والمشاكل الأسرية أثرها على الحامل والجنين
  • أوضحت دراسة طبية، قام بها اختصاصيون في مستشفى "جايز وسانت توماس" بلندن، أن تعرض الحامل للكثير من المشاكل الأسرية -خاصة مع شريك العمر- يؤدى إلى إفراز هرمون معين يضر بصحة الحامل، والمعروف أن الجنين يستجيب للحالة النفسية السلبية للأم، والتي تؤثر بدورها على حالته النفسية.
  • ترتبط مشكلات الخصوبة والحمل ارتباطاً وثيقاً بالنكد الزوجي؛ فهناك تأثير للعصبية الزائدة والتقلبات المزاجية والعاطفية على صحة الحامل، ولها تأثيرها أيضاً على الأطفال بعد الولادة، وهنا أجريت دراسة على 97 سيدة حاملاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة للحمل؛ لمعرفة تأثير التقلبات النفسية والعصبية على الحمل والجنين.
  • السيدات اللواتي كانت نسبة بعض المواد الكيميائية مرتفعة لديهن بالدم -والتي تدل على تعرضهن للإجهاد العصبي والنفسي خلال شهور الحمل- كنّ أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • الزوجة غير السعيدة في زواجها تعاني أكثر في حملها، خاصة إذا كان الزوج لا يدعمها عاطفياً، بل ربما تقودها هذه المعاناة إلى الإجهاض، فالضغط النفسي أحد الاحتمالات التي تسبب الإجهاض.
  • والمعروف علمياً أن الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز عدة هرمونات من الدماغ، تحث هرمونات أخرى على الإفراز لانطلاق عملية الانقباضات عند الولادة.
  • مراكز أخرى في الجسم تفرز هرمونات تستهدف الخلايا البدينة بشكل خاص، وهذه الخلايا تحتوي على هرمونات التهابية، وتكثر هذه الخلايا في الرحم أثناء الضغط ما يسبب الإجهاض.

التعافي من الإجهاض بدنياً ونفسياً
تأثير الانفعالات النفسية السلبية على الأم الحامل

دعم الزوج يخفف من الانفعالات النفسية السلبية
الانفعالات النفسية السلبية تتسبب في قيء وغثيان مستمر أثناء الحمل، كما أن الاضطرابات في إفراز الغدد الصماء في الدم، ينشأ عنها اضطرابات سيئة في حياة الأم الحامل والجنين نفسه.
الصراعات النفسية ينتج عنها: الإجهاض المتكرر، الولادة المتعسرة أو الولادة المبكرة، والقلق النفسي يتمثل في: الأرق، العصبية المستمرة، فقدان الشهية.
الاكتئاب النفسي البسيط: يظهر في الحزن، الرغبة في البكاء، إرهاق نفسي وجسدي، دموع منهمرة بدون سبب واضح، بينما الاكتئاب النفسي الشديد يشمل: الرغبة في التخلص من الحياة، الإحساس الشديد باليأس، والرغبة في الانتحار.
مرض الفصام: هلوسة سمعية وبصرية، اعتقادات خاطئة، كلام غير مترابط، أفكار اضطرابية ضد المحيطين ولاسيما الزوج. عدم الاهتمام بمسؤوليات الأسرة، والحقد على الزوج.
الاضطراب الانفعالي وصحة الجنين

التوترات والاضطرابات النفسية تؤثر على الجنين
إذن العلاقات الأسرية السيئة والصراعات بين الزوجين تؤثر على الحالة الصحية للجنين، إضافة إلى أن المرأة التي تكره أن تكون حاملاً لكراهيتها للزوج؛ تكون أكثر ميلاً إلى الاضطراب الانفعالي الذي يصاحبه في العادة استمرار حالة الغثيان والتقيؤ.
وقد يؤدي الاضطراب الانفعالي -في بعض الحالات- إلى الولادة المبتسرة أو غير الناضجة، التي قد تحدث قبل أن يتم الجنين فترة الحمل بالكامل، مما يجعله يخرج إلى الحياة وهو على غير استعداد لها.
وبسبب هذه التوترات والاضطرابات النفسية التي تعاني منها الأم، يتعرض الجنين لقدر كبير من الشدة والعناء داخل الرحم، وكذلك أثناء خروجه إلى الحياة؛ فيكون وزنه في الغالب أقل من وزن الطفل الطبيعي الذي يولد في موعده.
ونتيجة للولادة المبتسرة، أو لنقص وزن المولود، أو لاستخدام الآلات في مساعدة الوليد على الخروج من بطن أمه، يكون هناك احتمال كبير لإصابة مثل هذا الوليد بالخلل العقلي، وقد يعاني من صعوبات كلامية، ونقص في التآزر الحركي، وتطرف النشاط.
ومن نتائج ذلك أيضاً الإصابة بحالة التشتت، وعدم التركيز الذهني، مما يؤثر على النمو التعليمي للطفل، وفي الأغلب أن هذا الطفل سيكون طفلاً عصبياً، وتهدئته صعبة، لا ينام بسهولة، وربما يعاني من نشاط مفرط، وقد يعاني أيضاً من نوبات مغص.
تأثير النكد الزوجي على الذكاء

البيئة الأسرية المتصالحة تساعد على نمو ذكاء الطفل
علمياً ترتبط الناحية العقلية للوليد بالجوانب النفسية، فبعد أن يرث المولود ذكاء من يحمل سماته من والديه أو أجداده؛ تأتي الطاقة العقلية الوراثية مع الجهاز العصبي للطفل، والتي تحددها الجينات.
ثم تتولى البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل تنميته وتدريبه، وما ينجم عنه من نمو وتطور عقلي، وهذا النمو يسمى «الذكاء»، وهذا الذكاء تختلف معدلاته من بيئة إلى أخرى.
فيكون مثل البذرة التي تغرس في أرض طيبة، وتسقى بماء عذب، وعندما تنبت؛ تعطي حصاداً طيباً، بينما بذرة أخرى مشابهة لو غرست في أرض سقيت بمياه ذات ملوحة مرتفعة؛ فإنها لا تعطي حصاداً مشابهاً.
كذلك الحال بالنسبة لعقلية الطفل الذي يوجد مع أبوين متفاهميْن يكرسان كل أوقاتهما لابنهما، ويساعدانه في دراساته، وفي استثمار أوقاته ونشاطاته بصورة إيجابية.
بينما يعيش طفل آخر مع أبوين متشاكسين، يفضلان إزجاء أوقاتهما بتبادل النكد المنزلي، وعلى حساب القدر من الرعاية الذي يحتاجه طفلهما، ومن هنا فإن ذكاء الطفل الأول ينمو ويرتفع ويتقدم وتتعدد أبعاده، بينما ذكاء الطفل الثاني يخبو ويتقدم ببطء شديد