يا مُهْجَتي ذوبي ويا عينُ اسكُبي


فلقدْ قضى غدراً رئيسُ المذهبِ

وتوشَّحي يا روحُ جلبابَ الأَسى
للطَّيِّبِ ابنِ الطَّيِّبِ ابنِ الطَّيِّبِ

فُجِعتْ بهِ أمُّ العلومِ فلَمْ تَزلْ
حزْنى تُجافي نَوْمَها بِتَقَلُّبِ

وتقوَّضتْ بالرُّزءِ أعْمِدَةُ الهُدى
فبهِ رمى المنصورُ أقصى مأرَبِ

طلَبَ الرِّضا من آل بيتِ محمدٍ
وسِوى أذاهُ بآلهِ لَمْ يَطْلُبِ

أيموتُ جعفرُ للسمومِ مقاسياً ؟!
ما أظلمَ العلياءَ دونَ الكوكبِ !

كمْ مرَّةٍ قطعوا عليهِ صلاتَهُ ؟!
كمْ مرةٍ جاؤوا بهِ منْ يثربِ ؟!

شيخاً كبيراً أوقفوهُ حاسراً
أينَ النبيُّ يراهُ ؟ أينُ أخو النَّبي ؟

ما زالَ يشكو وحدةً وتَقَلْقُلاً *
لكنْ يهونُ الصعبُ عندَ الأصعبِ

إنْ يَذكُرِ المولى حُسيناً مُفْرَداً
والصحبُ بينَ مترَّبٍ ومسلَّبِ

كمْ ذا "أبو هارونَ" أجرى دمعَهُ
لمَّا دعا "يا مرْيمٌ قومي اندُبي"**

فحسينُ أمسى رأسُهُ فوقَ القنا
والجسمُ تحتَ الخيلِ ساحَةَ ملعَبِ

لمْ يرضَ إلاَّ أنْ يرافقَ ظعْنَهُ
قاسى كما قاستْ نساهُ في السَّبِيْ

عينٌ تسيلُ لمَا ترى برُقيَّةٍ
وتسيلُ أُخرى للحجابِ الزيْنبي..






علي عسيلي العاملي