04. Apr. 2013
كوريا الشمالية تبلغ واشنطن رسمياً بأنها "صدقت" على ضربة نووية
أعلنت كوريا الشمالية أنها "صدقت" على خطط لتوجيه ضربات نووية إلى أهداف في الولايات المتحدة.
BBC
وجاء في بلاغ أصدره الجيش الكوري الشمالي نشرته وكالة الانباء الرسمية "ان لحظة الانفجار قادمة بسرعة" محذرا من أن الحرب قد تندلع "اليوم أو غدا."
وحذر البلاغ واشنطن بأن ما يشكل تهديدا ضد كوريا الشمالية "سيدمر بأسلحة نووية اصغر حجما وأخف وزنا وأكثر تنوعا".
وكانت كوريا الشمالية قد هددت في الشهر الماضي بتوجيه "ضربة استباقية" نووية للولايات المتحدة، كما امرت بعد ذلك بوضع قواتها الصاروخية الاستراتيجية على اهبة الاستعداد.
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قد أعلنت انها قررت نقل منظومة متطورة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية من طراز (THAD) الى جزيرة غوام في الاسابيع المقبلة، في حين اعتبرت كوريا الشمالية غوام وجزر هاواي أهدافاً محتملة لصواريخها.
وقالت ناطقة باسم البنتاغون بهذا الصدد ان بلادها "ستبقى متأهبة بوجه الاستفزازات الكورية الشمالية، وستبقى مستعدة للدفاع عن اراضيها وحلفائها ومصالحها الوطنية."
مجمع كاسونغ
وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم كوان جين، قد أعلن في وقت سابق عن خطة طوارئ تنص على امكان اللجوء الى القوة لضمان امن مواطنيها الذين يعملون في مجمع كاسونغ الصناعي في الشمال والذي قامت بيونغ يانغ باغلاقه.
في هذه الأثناء، دعت الصين مجددا إلى "ضبط النفس" بين الجارتين بينما أعربت روسيا عن قلقها من الوضع "القابل للانفجار" في شبه الجزيرة الكورية.
وصرح الوزير الكوري الجنوبي خلال اجتماع لنواب الحزب المحافظ الذي يتمتع بالاغلبية "لقد اعددنا خطة للطوارئ تشمل امكان شن عمل عسكري اذا كان الوضع خطيرا".
وقال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية إن عمالا في المنطقة الصناعية كاسونغ منعوا من الوصول إليها.
وتدر المنطقة الصناعية هذه أموالا طائلة على كوريا الشمالية، وهي أيضا مؤشر أساسي على وضع العلاقات بين البلدين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان بكين تطلب من "كل الاطراف المعنية الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".
وأضاف الدبلوماسي "ندعو كل الاطراف الى الامتناع عن اي اعلان او عمل يمكن ان يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وأقدمت بيونغيانغ على هذه الخطوة بعدما وصفت واشنطن تلميحاتها الأخيرة بأنها "غير مقبولة".
ويضم المجمع الصناعي المشترك بين كوريا الشمالية والجنوبية نحو 100 مصنع يعمل فيه 50 ألف كوري شمالي، إلى جانب المئات من الكوريين الجنوبيين، الذين يطلبون رخصا لدخول المجمع يوميا.
وقال متحدث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية إن سيول تأسف لإقدام بيونغيانغ على منع العمال من الدخول إلى المنطقة، مضيفا أن حكومته حريصة على سلامة مواطنيها وستتخذ إجراءات على هذا الأساس.
وسبق لكوريا الشمالية أن منعت دخول عمال كوريا الجنوبية من دخول المنطقة الصناعية المذكورة في عام 2009 بسبب المناورات التي أجرتها كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت كوريا الشمالية هددت الأسبوع الماضي بغلق المجمع الصناعي، ردا على العقوبات التي أقرتها ضدها الأمم المتحدة، عقب إجراء بيونغيانغ تجارب نووية.
واشنطن تعزز دفاعاتها أمام التهديدات الكورية
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تقوم بنقل أنظمة دفاع صاروخي متطورة إلى جزيرة غوام بالمحيط الهادئ ردا على تهديدات كورياالشمالية المتصاعدة.
وكانت كوريا الشمالية أعلنت يوم الخميس أنها صدقت على خطط لتوجيه ضربات نووية "لا ترحم" إلى أهداف في الولايات المتحدة.
وجاء في بلاغ اصدره الجيش الكوري الشمالي نشرته وكالة الانباء الرسمية "ان لحظة الانفجار قادمة بسرعة" محذرا من أن الحرب قد تندلع "اليوم أو غدا."
وحذر البلاغ واشنطن بأن "التهديدات الأمريكية ستدمر باسلحة نووية اصغر حجما وأخف وزنا وأكثر تنوعا".
وكانت كوريا الشمالية قد هددت بتوجيه "ضربة استباقية" نووية للولايات المتحدة في الشهر الماضي، كما امرت الاسبوع الماضي بوضع قواتها الصاروخية الاستراتيجية على اهبة الاستعداد.
خطر حقيقي
قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الأربعاء إن التهديدات التي صدرت عن كوريا الشمالية مؤخرا تشكل "خطرا حقيقيا وواضحا" للولايات المتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
وقال هيغل في كلمة القاها في جامعة الدفاع الوطني في العاصمة واشنطن إن "لدى الكوريين الشماليين الآن قدرة نووية وقدرة على ايصال الاسلحة النووية بواسطة الصواريخ."
وأضاف ان "الخطاب الكوري الشمالي المتغرطس" يمثل مشكلة حقيقية.
وقال "علينا أخذ هذه التهديدات بمنتهى الجدية، ونحن نفعل ما بوسعنا بالتعاون مع الصينيين وغيرهم لخفض حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية."
ومضى للقول "أتمنى ان تخفف بيونغيانغ من حدة خطابها."
وأشار الى "اننا نحاول العمل مع الكوريين الشماليين لاقناعهم بأن سعيهم لتطوير الاسلحة النووية ليس في مصلحتهم وليس في مصلحة شبه الجزيرة الكورية."
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قد أعلنت يوم الاربعاء انها قررت نصب منظومة متطورة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية من طراز (THAD) الى جزيرة غوام في الاسابيع المقبلة. وكانت كوريا الشمالية قد حددت غوام وجزر هاواي كاهداف محتملة لصواريخها.
وقالت ناطقة باسم البنتاغون بهذا الصدد "ستبقى الولايات المتحدة متأهبة بوجه الاستفزازات الكورية الشمالية، وستبقى مستعدة للدفاع عن اراضيها وحلفائها ومصالحها الوطنية."
مجمع كيسونغ
وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي قد أعلن في وقت سابق عن خطة طوارئ تنص على امكان اللجوء الى القوة لضمان امن مواطنيها الذين يعملون في مجمع كيسونغ الصناعي في الشمال والذي قامت بيونغ يانغ باغلاقه.
و دعت الصين مجددا إلى "ضبط النفس" بين الجارتين بينما أعربت روسيا عن قلقها من الوضع "القابل للانفجار" في شبه الجزيرة الكورية.
وصرح كيم كوان جين خلال اجتماع لنواب الحزب المحافظ الذي يتمتع بالاغلبية "لقد اعددنا خطة للطوارئ تشمل امكان شن عمل عسكري اذا كان الوضع خطيرا".
وقال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية إن عمالا في المنطقة الصناعية كاسونغ منعوا من الوصول إليها من الجنوب.
وتدر المنطقة الصناعية كاسونغ أموالا طائلة على كوريا الشمالية، وهي أيضا مؤشر أساسي على وضع العلاقات بين البلدين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان بكين تطلب من "كل الاطراف المعنية الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".
"قلق عميق"
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان بكين تطلب من "كل الاطراف المعنية الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".
والتقى نائب وزير الخارجية الصيني جانغ يسوي الثلاثاء سفراء الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ليبلغهم "بالقلق العميق" الذي تشعر به الصين.
و صرح نائب وزير الخارجية الروسية ايغور مورغولوف ان روسيا قلقة من الوضع "القابل للانفجار" في شبه الجزيرة الكورية.
وقال مورغولوف في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس ان "ما يجري يثير بلا شك قلق روسيا لانه وضع قابل للانفجار قرب حدودنا في اقصى الشرق".
وأضاف الدبلوماسي "ندعو كل الاطراف الى الامتناع عن اي اعلان او عمل يمكن ان يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وأقدمت بيونغيانغ على هذه الخطوة بعدما وصفت واشنطن تلميحاتها الأخيرة بأنها "غير مقبولة".
ويضم المجمع الصناعي المشترك بين كوريا الشمالية والجنوبية نحو 100 مصنع يشتغل فيه 50 ألف كوري شمالي، إلى جانب المئات من المسيرين الجنوبيين، الذين يطلبون رخصا لدخول المجمع يوميا.
وقال متحدث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية إن سيول تأسف لإقدام بيونغيانغ على منع العمال من الدخول إلى المنطقة، مضيفا أن حكومته حريصة على سلامة مواطنيها وستتخذ إجراءات على هذا الأساس.
وسبق لكوريا الشمالية أن منعت دخول عمال كوريا الجنوبية من دخول المنطقة الصناعية المذكورة في عام 2009 بسبب المناورات التي أجرتها كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت كوريا الشمالية هددت الأسبوع الماضي بغلق المجمع الصناعي، ردا على العقوبات التي أقرتها ضدها الأمم المتحدة، عقب إجراء بيونغيانغ تجارب نووية.
ماهو حجم التهديد الحقيقي من كوريا الشمالية؟
كثيرا ما تتبنى كوريا الشمالية خطابا عدائيا
شكلت العقوبات الأخيرة من الأمم المتحدة شرارة الإطلاق، لسيل من التهديدات الكورية الشمالية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، ووصلت هذه التهديدات إلى تشغيل مجمعها النووي الرئيسي الذي كان متوقفا.
وتحاول بي بي سي تحديد مدى خطورة التهديدات التي تمثلها كويا الشمالية على أمريكا وجيرانها الدول الآسيوية.
تهديدات كوريا الشمالية
كثيرا ما تستخدم كوريا الشمالية خطابا عدائيا تجاه من تعتبرهم معادين، ففي عام 1994 هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بتحويل عاصمتها سول إلى بحر من اللهب الأمر، الذي خلق حالة من الرعب لدى الكوريين الجنوبيين.
وبعد أن قام جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي السابق عام 2002 بتصنيفها بأنها إحدى دول "محور الشر"، ردت بيونغ يانغ بأنها "ستمحو المعتدين بلارحمة".
وفي يونيو/حزيران الماضي هددت كوريا الشمالية بأن مدفعيتها تستهدف سبعة مجموعات من وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، وهددتها بحرب بلا رحمة.
كما أنها اعتادت على نمط من التهديدات المتصاعدة ضد كوريا الجنوبية كلما تولى فيها رئيس جديد الحكم.
وفيما لايرى الكثير من المحللين في هذه الخطابات تهديدا حقيقيا، إلا أن آخرين يحذرون من مغبة الإفراط في التوقعات المتفائلة والفهم الجيد لكوريا الشمالية، لأن لديها عددا من الجبهات الخطيرة.
و قال جون ديلوري الأستاذ بجامعة يونسي في كوريا الجنوبية لبي بي سي :"إذا تتبعت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية فإنك ستلحظ استمرارية في توجيه اللغة العدائية تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأحيانا اليابان، ومن الصعب أن تحدد ما الذي يمكن أن تأخذه منها على محمل الجد. ولكن عندما تتابع المناسبات عندما يحدث شيء ما مثلما حدث من هجوم بالمدفعية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في 2010، فإنك ستجد تحذيرات واضحة."
ويهدد الشمال باستمرار بأن التدريبات العسكرية التي أجريت في المنطقة ستستجلب رد فعل انتقامي، حيث يعترف ديلوري بأن عدم القدرة على قراءة نوايا بيونغ يانغ وعدم التقدير الجيد لقدراتها جعلا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عالقين في مستنقع كوريا الشمالية.
تفنيد مظاهر استعراض القوة
الزعيم الكوري الراحل كيم جونغ ال مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في فترة شهدت العلاقات بين البلدين تحسنا
جاءت التهديدات الشمالية الأخيرة بشن هجوم نووي محتمل ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وليس على العقوبات الامريكية ذاتها.
وتقول أندريا برجر من المعهد الملكي المتحد للخدمات بلندن :"في أي وقت تهدد دولة بشن بحرب نووية وقائية، يكون هذا مدعاة للقلق. وكوريا الشمالية ليست استثناءا، مع تغير نبرة خطابها الأخير من التلويح للولايات المتحدة بصواريخها البالستية، إلى التهديد بقدرتها على ضرب أهداف حيوية في قلب أمريكا بصواريخها البالستية."
ولكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديدات القادمة من كوريا الشمالية تعبير عن رغبتها في ابرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة.
وتقول برجر "يبدو أن كوريا الشمالية تعتقد أنها لن تؤخد على محمل الجد في محادثات السلام إلا إذا دخلتها وفي حوزتها قوة عسكرية كبيرة، وهذا يتماشى كثيرا مع النظام التاريخي لبيونغ يانغ الذي يعتمد على العسكرية في المقام الأول."
ولكن أمريكا غالبا ماتكون في موقع الصدارة، وهو مايقوله ديلوري :"هناك حالات تحاول فيها التهديدات جذب انتباه البيت الأبيض، الذي يحاول تجاهل كوريا الشمالية، ورسالة بيونغ يانغ تقول أنتم لاتريدون الحديث معنا، ولكننا لن نذهب بعيدا، فسوف نجعلكم تتفقون معنا."
وينظر إلى سلسلة التهديدات الأخيرة من قادة الشمال الكوري على أنها خدعة خاصة وأن القادة هؤلاء يعلمون أن الهجوم النووي سيكون انتحاريا وغير عملي، كما أن المنظومة الصاورخية لكوريا الشمالية ما زالت بدائية.
كما أن الكثيرين يشيرون إلى أنه لم يثبت من قبل نجاح كوريا الشمالية في تنفيذ أي معاهدة بشكل صحيح، حيث هددت من قبل بخرق اتفاق الهدنة، وتم رصد مساع من أجل هذا.
ولكن رد الفعل الغاضب من الشمال جاء بتحريك القوات التقليدية للاشتباك على الحدود مع كوريا الجنوبية سواء على البر أو البحر، وهو ماحدث من قبل.
كما أنها أعلنت عن إعادة تشغيل مفاعلها النووي الرئيسي في يونغبيون بما يمكن أن يفتح موردا جديدا للتزود بالبلوتونيوم لبرنامج تسلحها، وعندما تصل المسائل إلى تخصيب اليورانيوم فإنه لا أحد يعلم بالضبط ماهي الخطط السرية الموجودة في جعبتها، كما أنه ليس هناك دليل واضح على أن التفجير الأخير لكوريا الشمالية كان تفجيرا معتمدا على اليورانيوم.
ومع ذلك فإن الخبراء يقولون أن الإمكانيات الموجودة في يونغبيون يمكن أن يتم استخدامها لإنتاج أسلحة تعتمد على اليورانيوم.
هل الولايات المتحدة هدف حقيقي
أطلقت كوريا الشمالية بنجاح صاروخا في ديسمبر الماضي
أظهرت الاختبارات التي أجرتها كوريا الجنوبية على أجزاء لصاروخ أطلق في شهر ديمسبر/كانون الأول أن كوريا الشمالية ستمتلك صواريخ يصل مداها لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، مما يضع الولايات المتحدة داخل نطاق يمكن توجيه الضربات إليه.
ومع ذلك، هناك أدلة قليلة على أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى تطوير نظام توجيه يضمن توجيه الضربات الدقيقة، أو إلى التكنولوجيا التي تمكنها من التوصل مجددا إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وبالتالي يمكن القول بأن قدرة بيونغ يانغ على تنفيذ ضربة نووية ضد الولايات المتحدة ليست مؤكدة بشكل كبير، حيث لا يعتقد المحللون أنها تمكنت حتى الآن من تصنيع جهاز نووي صغير بالحجم الذي يمكنها من وضعه على رأس صواريخ حربية.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية في شهر ديسمبر/كانون الأول أثبت أن لديها شيء يمكن أن يضرب السواحل الأمريكية، لكن المعهد أضاف أن أي "صواريخ فعالة تحمل رؤوس نووية عابرة للقارات لا تزال فكرة مستبعدة على الأقل لعدة سنوات."
وأظهرت كوريا الشمالية أنها مصرة على الوصول إلى هذه التقنية، وبلغ حجم أحدث اختبار نووي أجرته تحت الأرض ضعف حجم الاختبار السابق الذي أجرته عام 2009، كما قالت كوريا الشمالية إن اختبارها النووي الذي أجرته في فبراير/شباط قام بتفجير "رأس حربية نووية أخف وزنا وأقل حجما، ولكنها ذات شحنة تفجيرية كبيرة."
ولكن في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية لضرب الولايات المتحدة، يمكنها أيضا أن تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، فهناك أكثر من 28 ألف من الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية، و 40 ألف آخرين في اليابان، وهناك أيضا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في جزيرة غوام القريبة من الفلبين.
وتلتزم الولايات المتحدة أيضا بالدفاع عن اليابان إذا تعرضت لهجوم، وذلك وفقا لشروط التحالف الأمني بين الولايات المتحدة واليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتقول الولايات المتحدة إنها قادرة على صد أي هجوم عليها أو على حلفائها إذا ما أطلق أي صاروخ من جانب كوريا الشمالية.
وجدير بالذكر أن السفينة الحربية الأمريكية الوحيدة التي تحتجز من قبل قوة أجنبية توجد الآن في بوينغ يانغ، فقد احتجزت كوريا الشمالية هذه السفينة التي يطلق عليها اسم USS Pueblo خلال مهمة استطلاع لها عام 1968 وهي في المياه الدولية، ولم يكن أحد يتوقع أن بيونغ يانغ قد تقوم باحتجازها، كما لم يكن طاقم السفينة مستعد لذلك.
وقد توفي أحد أفراد هذا الطاقم، وتم اقتياد 82 أمريكي آخر إلى معسكرات اعتقال في كوريا الشمالية، حيث تم احتجازهم لمدة 11 شهرا بتهمة التجسس. وقد تم الإفراج عنهم بعد أن قدمت الولايات المتحدة اعتذارا، وأكدت أن السفينة لم تكن في مهمة تجسس، ثم تراجعت أمريكا بعد عن تلك التصريحات في وقت لاحق.
جيران كوريا الشمالية
منذ انتهاء الحرب الكورية، أظهرت بيونغ يانغ مراراً قدرتها على ضرب جيرانها والمصالح الأجنبية الأخرى في المنطقة، ويكون ذلك غالبا ردا على ما تراه استفزازاً لها.
ففي عام 1967، هاجمت وأغرقت سفينة لكوريا الجنوبية خلال قيامها بدورية في البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل 39 من طاقمها.
وقد أعقب ذلك فترة من الهدوء النسبي، على الرغم من استمرار الحديث عن الحرب، ثم واصلت كوريا الجنوبية ما يعرف بـ "سياسة الشمس المشرقة" والتي تشير إلى محاولة لبناء علاقات وثيقة وتخفيف حدة التوتر، وذلك بين عامي 1998 و 2008.
لكن في مارس/آذار عام 2010، تعرضت سفينة تشيونان الكورية الجنوبية التي كانت تبحر بالقرب من المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين لتفجير أدى إلى انقسامها لنصفين ومقتل 46 من البحارة على متنها.
وقالت كوريا الجنوبية إن التفسير المنطقي لذلك الحادث هو أن السفينة استهدفت بقذيفة من قبل القوات البحرية لكوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ نفت ذلك.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، قصفت القوات الكورية الشمالية بالمدفعية جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، والتي أدت إلى مقتل اثنين من قوات مشاة البحرية التابعة لكوريا الجنوبية، واثنين آخرين من المدنيين. وقالت بيونغ يانغ إن الاشتباكات بدأت باستفزاز من القوات التابعة لكوريا الجنوبية التي كانت تجري تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية جيشا تقليديا يضم أكثر من مليون جندي، لكن يعتقد أن أسلحته تعود إلى فترة الاتحاد السوفيتي وتعد أسلحة متخلفة.
لكنها لا تزال تمتلك كمية هائلة من قطع المدفعية تنشرها بطول المنطقة المتنازع عليها والتي تعد منطقة منزوعة السلاح، كما تقع العاصمة الكورية الجنوبية سيول في مرمى هذه الأسلحة.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للتوازن العسكري، فإن ما يقرب من 65 في المئة من الوحدات العسكرية لكوريا الشمالية، وأكثر من 80 في المئة من قدرتها العسكرية على إطلاق الصواريخ تنتشر في نطاق 100 كيلو متر من هذه المنطقة منزوعة السلاح.
تسلسل زمني لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية
كوريا الشمالية أعلنت أنها في "حالة حرب" مع جارتها الجنوبية
شهدت العلاقة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية تصاعدا في حدة التوتر خلال الأسابيع الأخيرة. وبلغ الأمر ذروته بإعلان بيونغيانغ أنها في "حالة حرب" مع سول.
وفيما يلي تسلسل زمني لأهم المنعطفات التي مرت بها العلاقة بين الجارتين:
12 ديسمبر/كانون الأول 2012
كوريا الشمالية تطلق صاروخا ذا ثلاث مراحل في خطوة أدانتها الأمم المتحدة بوصفها تجربة محرمة لتقنية الصواريخ بعيدة المدى.
22 يناير/كانون الثاني 2013
مجلس الأمن يمرر قرارا يدين إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ ويشدد العقوبات المفروضة على بيونغيانغ.
24 يناير/كانون الثاني
مفوضية الدفاع الوطني بكوريا الشمالية تقول إنها ستمضي قدما في "تجربة نووية عالية المستوى".
25 يناير/كانون الثاني
كوريا الشمالية تهدد بـ"إجراءات مادية" ضد جارتها الجنوبية.
12 فبراير/شباط
كوريا الشمالية تجري تجربة نووية تحت الأرض، وهي التجربة الثالثة من نوعها بعد تجربتي 2006 و2009.
1 مارس/آذار
كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يدشنان مناورات عسكرية مشتركة.
5 مارس/آذار
كوريا الشمالية تقول إنها ستمزق هدنة انهت الحرب الكورية التي استمرت بين عامي 1950 و1953
7 مارس/آذار
زعيم كوريا الشمالية أثناء تفقد وحدة عسكرية
كوريا الشمالية تهدد بضربة نووية "استباقية" ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
الأمم المتحدة تشدد العقوبات المفروضة على بيونغيانغ بسبب تجاربها النووية.
8 مارس/آذار
كوريا الشمالية تلغي اتفاقات بعدم الاعتداء مع جارتها الجنوبية وتعلق خطا ساخنا مع سول. والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتجول في وحدات على الجبهة الأمامية ويتعهد بـ"حرب شاملة".
11 مارس/آذار
انطلاق مناورات عسكرية سنوية أمريكية كورية جنوبية.
12 مارس/آذار
كيم جونغ أون يهدد بـ"محو" جزيرة بكوريا الجنوبية.
15 مارس/آذار
وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل يعلن خططا لتعزيز الدفاعات الأمريكية ضد أي غارة صاروخية تشنها كوريا الشمالية.
19 مارس/آذار
مقاتلات أمريكية من طراز B-52 تحلق في أجواء شبه الجزيرة الكورية، وذلك عقب تهديد أطلقته كوريا الشمالية بضرب أهداف في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
21 مارس/آذار
جيش كوريا الشمالية يهدد بتنفيذ غارات ضد قواعد للجيش الأمريكي في اليابان وغوام ردا على تحليق المقاتلات الأمريكية B-52
22 مارس/آذار
كوريا الجنوبية والولايات المتحدة توقعان اتفاقية جديدة تنص على رد عسكري مشترك على أقل استفزاز من جانب كوريا الشمالية.
26 مارس/آذار
رئيس كوريا الجنوبية جيون هاي يحذر كوريا الشمالية من أنها "طريقها للبقاء" يكمن في تخليها عن البرامج الصاروخية والنووية.
جيش كوريا الشمالية يضع وحداته الصاروخية "الاستراتيجية" في وضع حرب مع تهديدات جديدة بضرب أهداف في الأراضي الأمريكية وغوام وكوريا الجنوبية وهاواي.
27 مارس/آذار
كوريا الشمالية تقطع آخر خط عسكري ساخن مع جارتها الجنوبية.
28 مارس/آذار
الولايات المتحدة ترسل قاذفتين نوويتين من طراز B-2 في مهمتي "ردع" في كوريا الجنوبية. وهاغل يقول إن بلاده مستعدة لـ"أي نهاية".
29 مارس/آذار
كيم جونغ أون يتعهد بتصفية الحسابات ويصدر أوامر لوحدات صاروخية بأن تبقى مستعدة لضرب آراضي أمريكية وقواعد في المحيط الهادي.
30 مارس/آذار
كوريا الشمالية تعل أنها في "حالة حرب" مع جارتها الجنوبية.
تهديدات كوريا الشمالية
اعلنت كوريا الشمالية أنها "في حالة حرب" مع كوريا الجنوبية، وانها سترد وفقاً لذلك علىأاي شأن يتعلق بالكوريتين.
واعلنت بيونغيانغ في بيان مشترك صدر عن الحكومة والمؤسسات الكورية الشمالية: "من الآن، العلاقات بين الكوريتين دخلت في حالة حرب وكل الأمور بين الكوريتين سيتم التعامل معها وفقاً لبروتوكول الحرب".
وكانت كوريا الشمالية قد قطعت الاربعاء الخط الهاتفي العسكري الساخن، آخر خط اتصال مباشر بينها وبين جارتها الجنوبية.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية إن زعيم البلاد كيم جونغ أون أصدرا أمرا بعد اجتماع عقده منتصف الليل مع كبار قادته العسكريين قال فيه "إن الوقت قد حان لتصفية الحسابات مع الامبرياليين الأمريكيين في ضوء الوضع الراهن."
كما أصدرت بيونغيانغ تهديدات متكررة ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الأسابيع الأخيرة، بما فيها تهديدها بشن "ضربة نووية استباقية" على الولايات المتحدة، والغت العمل باتفاق الهدنة الذي وضع نهاية للحرب الكورية عام 1953.
ووصف البيان كوريا الجنوبية بأنها "دمية" في يد الولايات المتحدة، واعتبر مناوراتهما العسكرية المشتركة التي بدأت مؤخرا "عدواناً".
واعلن البيت الابيض انه يتعاطى "بجدية" مع التهديدات الجديدة التي اطلقتها كوريا الشمالية، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغ يانغ.