البطريق يعيش على سواحل القارة القطبية الجنوبية والجزر الواقعة قربها وهناك 18 نوعا من هذه الطيور أبرزها البطريق الإمبراطوري الذي يواجه الانقراض

أشارت دراسة حديثة إلى أنّ طيور البطريق الإمبراطوري تواجه خطر الانقراض إذا استمرّت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع عند المستويات الحالية.
ويحذر باحثون من هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية من أنّ 99% من هذه الطيور سينتهي بها المطاف بالانقراض بحلول عام 2100 مع استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة على الوتيرة نفسها. ويوضّح مسؤول المعلومات الجغرافية في هيئة المسح البريطاني الدكتور "بيتر فريتويل"، أنّ ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجة الحرارة في القارة القطبية يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات عند صغار البطاريق.
وبطبيعة الحال، يُعد الجليد البحري الذي يمتد إلى اليابسة حيث سواحل القارة هو المكان الذي يرعى فيه هذا النوع من البطاريق صغاره، وإذا ما تعرض الجليد للذوبان أو الانهيار في وقت غير مناسب تغادر صغار البطاريق أماكنها إلى الماء قبل نمو ريشها المقاوم للمياه، مما يؤدي إلى وفاتها سريعا.


الجليد البحري الذي يمتد إلى اليابسة حيث سواحل القارة هو المكان الذي يرعى فيه البطريق الإمبراطوري صغاره (شترستوك)

وضمن الدراسة التي حملت عنوان "مراجعة مدتها 6 سنوات لتقييم تأثير انخفاض الجليد البحري على البطريق الإمبراطوري"، درس العلماء عددا من هذه الطيور في 66 مستعمرة متبقية تعيش فيها، وأظهر التحليل أنّه في عام 2022 أدّى انخفاض مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى فشل حدوث تكاثر لها في 19 مستعمرة، وهو ما يمثل نحو 30% من إجمالي المستعمرات.
وشهد عام 2023 تحسنا طفيفا عندما انخفض عدد المستعمرات المتضررة إلى 14 مستعمرة، ويعزى ذلك التحسن إلى محاولة الطيور التكيّف مع التغيرات القاسية، إذ سعى العديد منها إلى البحث عن مناطق جليدية أكثر استقرارا، ومنها ما اتجه نحو الجبال الجليدية والسفوح الجبلية المتجمّدة.
ويشير فريتويل إلى أنّ مشاهدة التكيف الحاصل في المستعمرات التي تأثرت بشدة يبعث شيئا من الأمل، مشددا على أنّ هذا مجرّد حل مؤقت، إذ لم يتبق الكثير من الأماكن الآمنة في القارة الجنوبية لحماية صغار هذه الطيور.
وأكد ضرورة البحث عن حلول تضمن تقليل انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية. وتشمل الغازات الدفيئة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والغازات المفلورة المنبعثة من العمليات الصناعية وغيرها.