كيف يمكن إعداد جيل قوي من المراهقين؟
جيل المراهقين
أصعب شيء في هذه الحياة هو إعداد الإنسان بشكل عام لمواجهة الحياة. عندما نقول الإنسان يجب أن نضع في أذهننا المراحل التي مر بها حتى يصل إلى درجة من النضوج ويصبح قادراً على مواجهة الحياة. وتتضمن هذه المراحل: الطفولة الصغيرة والطفولة (المتوسطة بحسب تسمية بعض علماء الاجتماع) ومن ثم مرحلة المراهقة ثم مرحلة النضوج وأخيراً مرحلة الشيوخة.
جوليانا مارتينيز
لكل مرحلة من هذه المراحل خصائصها وميزاتها وسلبياتها وإيجابياتها. ويمر الجميع بكل هذا حتى يصل إلى النهاية والتسمية العامة لهذا التطور الإنساني هو "الجيل". وبالطبع فإن الجيل يتجزأ إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المراحل التي ذُكرت أعلاه. أي جيل الطفولة وجيل المراهقين وجيل الشباب وجيل متوسطي العمر وجيل الشيوخ، برأي جوليانا مارتينيز رئيسة جمعية مكافحة العنصرية في مدينة ساو باولو. التي أفادتنا بتفاصيل الموضوع.
الجيل الأصعب
الجيل الأصعب
تقول جوليانا مارتينيز رئيسة جمعية مكافحة العنصرية في مدينة ساو باولو:
إن لكل جيل من الأجيال مصاعبه، لكن الجيل الأصعب هو جيل المراهقة أو بالأحرى مرحلة المراهقة. إنها المرحلة التي تتم فيها اتضاح معالم الشخصية المستقبلية له أو لها. والحق يقال إنه ليس من السهل أبداً تعريف صراعات أجيال المراهقة بحسب القوة أو الضعف. وأضافت بأن أجيال المراهقة في القرن الماضي مثلاً لم يكن لديها الإمكانيات المتوفرة للجيل الحالي من المراهقين، ولكنه كان على قدر كبير من القوة لتحمل المصاعب والمتاعب من حيث الدراسة والعمل والقدرة على الاستقلالية والاعتماد على النفس. والأهم هو احترام القيم الأخلاقية.
وأوضحت الخبيرة البرازيلية بأنه على الرغم من توفر إمكانيات هائلة أمام الجيل الجديد من المراهقين فإنهم لا يتمتعون، بحسب آراء الكثير من الخبراء الاجتماعيين والنفسيين، على القدرة والقوة التي تمتعت بها أجيال المراهقين في القرن العشرين.
هل صحيح بأن سهولة الحياة تعني التساهل؟
وطبقاً لرأي "جوليانا" فإن سهولة الحياة تجعل الحركة أكثر سهولة، ولكن ذلك لايعني بأن هناك تساهلاً في أمر من الأمور. فالتساهل في خدمات المواصلات على سبيل المثال سيجعل الحركة بطيئة. المهم في الأمر هو الحفاظ على الإنجازات التي تحققت وتتحقق كل يوم، بل وكل ساعة وكل دقيقة. لأن الحفاظ على الإنجاز هو الذي يقينا مما يسمونه "التساهل".
ماذا يمكننا أن نفعل لتحضير جيل مراهق أقوى؟
انتباههم يتسم بالضعف في المدارس والجامعات
هناك عدد كبير من المشاكل التي يجب مواجهتها لفتح الطريق أمام إعداد جيل أكثر قوة من المراهقين. ومن أهم المشاكل التي يمكن الخوض فيها هي:
الاضطرابات النفسية
ومن أهمها فرط الحركة وضعف الانتباه عند المراهق الذي يتحرك كثيراً لأنه لايتمتع بالصبر الذي كان موجوداً لدى الأجيال السابقة. وبسبب كثرة الانشغالات التي تجعل أدمغة المراهقين لا تتوقف فإن انتباههم يتسم بالضعف في المدارس والجامعات.
اضطرابات التغذية
بحسب قول "جوليانا" تعتبر من المشاكل الخطيرة التي تواجه الجيل المراهق الجديد. والاضطرابات هنا تعني عدم اهتمام المراهق بما سيتناوله من طعام، وبخاصة التفكير فيما إذا كانت المواد التي سيتغذى عليها صحية وغير ضارة بجسمه. هنا يأتي دور الأهل في توعية أولادهم المراهقين حول ما هو صحي وما هو غير صحي. وتوعيته أيضاً بأن الصناعات الغذائية تطورت وتعددت ولكن بسبب الإقبال على ما يتم تناوله بسرعة فإن الاهتمام بالناحية الصحية للمواد الغذائية محدود للغاية.
الاكتئاب والقلق
وأشارت الخبيرة البرازيلية إلى أن الاكتئاب والقلق عند المراهقين يعتبران من السمات الرئيسية التي يعانون منها ومن المهم جداً العمل على إيجاد المعالجات الضرورية للتخلص من هاتين الآفتين. فمع وجود الاكتئاب أو القلق فإن المراهق يعيش في عالم يائس يعتقد بأنه صفر على الشمال في هذا المجتمع المعقد الذي نعيش فيه.
أضطرابات السلوك العدواني
تتسم فترة المراهقة بوجود مجموعات كثيرة من المراهقين الذين يحاولون إثبات الذات، وبخاصة في المجتمعات التي تتمتع بحرية الاختلاط بين الجنسين. وبسبب التنافس على أمور كثيرة نذكر منها: من يملك هاتفاً أكثر تطوراً من الآخر ومن يستطيع جذب انتباه فتاة معينة. ومع تنامي ذلك فان السلوك العدواني يمكن أن يتطور. ومن المهم جداً اكتشاف فيما إذا كان المراهق يطور سلوكاً عدوانياً إن كان تجاه الأهل أو تجاه الآخرين.
عناصر هامة لإعداد جيل قوي من المراهقين
- التعرف على مفهوم المراهقة وخصائصها وسلبياتها والحلول الممكنة للسلبيات.
- اكتشاف المشكلات التي يمر بها المراهق ومساعدته على حلها.
- يجب أن تكون العقوبات ضد المراهق ضمن المنطق والقواعد الصحيحة ولا تميل إلى العقوبات التقليدية التي يصاحبها العنف.
- وضع خطوط واضحة للتعامل بين المراهق والأهل والأصدقاء والأقرباء ثم بقية الناس.
- حرمان المراهق من بعض الامتيازات التي يتمتع بها إذا أظهر سلوكاً غير طبيعي.
- تحفيز المراهق على السلوكيات الصحيحة وتعويده على تبني مبادئ وقيم تبني شخصية قوية في المستقبل.
- التركيز على الممارسات التعليمية الإبداعية التي تشمل ممارسات الأعمال والابتكار للمساعدة على دعم المواهب الشابة والناشئة