في وقت يتكتم فيه أغلب رؤساء العالم عن الكشف عن رواتبهم الحقيقية وينشغلون برفع حجم أرصدتهم في البنوك السويسرية، قرّر رئيس الولايات المتحدة الأميركية، باراك أوباما، التنازل عن 5% من مرتبه الشهري، وفق ما نقلته وكالة الاناضول.
وأوضح "أوباما"، أن إتخاذه لهذا القرار جاء على خلفية حسومات الميزانية الدورية التي بدأت أوائل مارس الماضي، وأدت إلى إعطاء إجازات إلزامية لآلاف الموظفين الفيدراليين.
وأضاف مسؤولون في البيت الأبيض، أن الرئيس أوباما ثمن عالياً تضحيات الموظفين الفيدراليين، وأراد المساهمة في تقوية ميزانية الحكومة الفيدرالية، لذا قرّر أن يتنازل عن 5 % من راتبه الرئاسي لصالح الميزانية الفيدرالية .
يحدث هذا بينما ينهمك العديد من رؤساء البلدان في مختلف العالم في تجميع الثروات الطائلة وملئ أرصدتهم في البنوك السويسرية، غير مبالين بالأزمات الاقتصادية وانخفاض القدرة الشرائية لشعوبهم.
يذكر أن ميزانية الحكومة الفيدرالية الأميركية، تدفع لأوباما كل عام 400 ألف دولار أميركي كمرتبٍ رئاسي، ويكون بذلك أوباما قد تخلى عن ما يقارب من 19 ألف و800 دولار أميركي سنوياً لصالح ميزانية الولايات المتحدة الأميركية.
يأتي موقف أوباما ليعزز موقف رئيس الأورغواي، خوسيه موخيكا الذي تبرع بـ90 في المائة من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، ليحصل بذلك على اعتراف دولي وعلى لقب "أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاء".
وقال موخيكا إن أغلى شيء يملكه هو سيارته "الفولكس فاجن بيتل"، وتقدر قيمتها بـ1945 دولار أمريكي، وأضاف أنه يتلقى راتبا شهريا قدره 12 ألف و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بمبلغ 1250 دولارًا فقط، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية. ويقول الرئيس إن المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة، بل ويجب أن يكفيه، خاصة وأن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير.
وذكر موقع "ياهو نيوز" أن الرئيس لا يملك حسابات مصرفية وليس لديه ديون وكل ما يتمناه الرئيس عند انقضاء فترة حكمه هو العيش بسلام في مزرعته، برفقة زوجته.