عَلَيكَ سَلامُ اللَّهِ رَبِّكَ إِنْ تَكُنٍ
عَبَرتَ إِلى الأُخرى فَنَحنُ عَلى الجِسْرِ
وَما نَحنُ إِلّا مِثلَ أَفراسِ حَلْبةٍ
تَقَدَّمَنَا شَيءٌ وَنَحنُ عَلى الإِثرِ
وَلَمّا تَجارَينا، وَغايَةُ سَبْقِنَا
إِلى المَوتِ كانَ السَّبْقُ لِلجَذَعِ الغَمْرِ
مَحَاكَ الرَّدَى مِن رأيِ عَينِي وَما مَحا
خَيالَكَ مِن قَلبِي وَذِكرَكَ مِن فِكرِي
فَما أَنسَ مِن شَيءٍ وَإِن جَلَّ قَدْرُهُ
فَإِنَّكَ مِنّي ما حَيِيتُ عَلى ذِكْرِ
وَإِنِّيَ مِن دَهْرٍ أَصابَكَ صَرْفُهُ
وَأَخْطَأَنِي مِن أَنْ يُصيبَ عَلى حِذْرِ
رَحَلْتَ وَخَلَّفْتَ الَّذِينَ تَرَكتَهُم
وَراءَكَ بالأَحزانِ وَالهَمِّ وَالفِكْرِ
فَلَو لَفَضَتْكَ الأَرضُ قُلْتَ تَشابَهتْ
مَناظِرُ مَنْ في البَطنِ مِنها وَفي الظَّهرِ
وَلا فَرقَ فيما بَينَنا غَيرَ أَنَّنا
بِمَسِّ الأَذَى نَدرِي وَأَنَّكَ لا تَدرِي
رَجَوتُكَ لِلدُّنيا وَللدِّينِ قَبلَها
وَرُحتُ بِكَفٍّ مِن رَجائِهما صِفْرِ
أَزُورُكَ إِكرامًا وَبِرًّا وَفي البِلَى
لِمثلِكَ شُغْلٌ عَن وَفائي وَعَن بِـــرِّي
أبو الحسن التهامي