وحيداً
كان يجلس في غرفتهِ
علبة تبغه مفتوحة
أعقاب السجائر منثورة على البلاط
كراسي فارغة
ثمة أشباح تأتي لزيارتهِ
ذبابة واحدة تكفي لتملأ فراغهُ
لا يفكر في المرأة التي سلمت نهدها ليدِ الغريب
لكنهُ فقط يحبها
لا يلتصق بالجدار ليسمع
نحيب الفلاحين في جنازة عابرٍ
ولا يعبأ بسؤال ،من العابر الميت ؟
حتى لا يكون هو
يغلق باب غرفته جيدا
نافذتها
يتفحص شقوق جدرانها ،
يرممها ،
ينظر إلى المرآة ،
يتحسس شعرهُ، أنفهُ،خديه، يبتسمُ
لم أكن شبحاً بعد
لا ينامُ على السرير
وكتب في صفحة بيضاء،
(النائمون في بلادي على الرصيفِ كثر )
ولم يتذكر شيء آخر
فقط
علبة تبغ مفتوحة
دخان سيجارة
معجون أسنان فوق كتاب
أعقاب سجائر على البلاط
جرائدٌ مبللة بشيءٍ يشبه أحمر الشفاه
رصاصٌ فارغٌ
نحيب فلاحين في جنازةِ غريبٍ
وشبحٌ يدخن سيجارتهُ
ولا شيء آخر
لا شيء آخر