"صابرين الروح".. ولدت بمعجزة ورحلت بعد 6 أيام لتلحق بوالديها
المصدر: البيان
توفيت الرضيعة صابرين الروح ولحقت بوالديها وأختها بعد 6 أيام فقط حيث جاءت إلى الحياة في اللحظة التي فارقت فيها والدتها "صابرين محمد السكني" الحياة.
وأعلن رئيس قسم طوارئ الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح، الطبيب محمد سلامة، أنّ الطفلة توفيت الخميس، وكان من الصعب على رئتيها امتصاص الأوكسجين خلال وجودها في حضانة وحدة الرعاية المركّزة.
وأضاف إنّ رئتَي الطفلة التي وُلِدت قبل موعدها بشهرين تقريباً لم تبلغ شكلها الصحيح، ووصلت مصابة بما يُسمّى "متلازمة الضائقة التنفسيّة".
وقال سلامة إنّ الرضيعة "كانت منذ نقلها إلى الحضانة تزداد قوّة يوماً بعد يوم، لكنها لم تكن آمنة في أيّ حال من الأحوال".
وفي وقت سابق، أفاد سلامة بأنّ "الطفلة كانت تزن 1,4 كيلوغراماً عند ولادتها بعملية قيصرية طارئة"، واصفاً حالتها حينذاك بـ"المستقرّة"، وبأنها "تتحسّن تدريجيّاً".
وذكر أنّ والدتها صابرين السكني كانت حُبلى في الأسبوع الثلاثين قبل مقتلها بغارة إسرائيلية.
وتعود تفاصيل ولادة صابرين الروح إلى 20 أبريل، حيث نقل الدفاع المدني الفلسطيني صابرين محمد السكني الى مستشفى الكويت التخصصي بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرق رفح، وكانت مصابة إصابة بالغة، كما نُقل زوجها شكري أحمد الشيخ وابنتهما ملاك شكري الى المستشفى وقد فارقا الحياة نتيجة إصابتيهما.
يقول مدير مستشفى الكويت التخصصي الدكتور الجراح صهيب الهمص وفق وكالة فرانس برس "وصلت صابرين محمد السكني الى المستشفى جراء القصف الذي استهدفهم. كانت حالتها ميؤوسا منها، فقد كانت مصابة في أماكن عدة، وكان الدماغ خارج الرأس بالكامل. كما كانت هناك إصابة في البطن أخرجت جزءا من الأمعاء إلى الخارج، وإصابة في الصدر".
ويصف الهمص ولادة ابنة صابرين السكني "بالمعجزة"، مضيفا "عند إجراء الفحص للمصابة صابرين، رأينا أن بطنها ممتلئ، ولكن لا معلومات لدينا عن حمل. ثم شعرت بحركة وتبيّن لنا أنها حامل".
ويتابع "أخذنا قرارا بإجراء عملية قيصرية فورية وبدون تخدير لاستخراج الجنين لعدم وجود طبيب تخدير في ذلك الوقت".
ويشير الطبيب الى أن صابرين السكني كانت في الدقائق العشر الأخيرة من حياتها "تتنفّس بصعوبة وتصارع الموت" واصفاً تلك اللحظات بالصعبة: إنقاذ الطفلة بينما "أمها ترتقي شهيدة بصعوبة" بعد عشر دقائق.
وفي المستشفى الإماراتي، يقول المدير الطبي الدكتور حيدر أبو سنيمة " تمّ تحويل الطفلة إلى المستشفى الإماراتي لتلقّي العلاج، فقمنا سريعاً بوضعها على الحاضنة وأمددناها بالأكسجين والمحاليل والمضاد الحيوي منعاً لحدوث أي التهاب".
ويشير الى أن "أمورها مستقرّة حتى هذه اللحظة. لكن عندما تموت المرأة أو تصاب بشكل خطير والجنين بداخلها، يتعب الجنين". ويصف إنقاذ الطفلة ب"الإنجاز الكبير". وتحتاج الرضيعة لأسابيع عدّة للتعافي قبل الخروج من الحاضنة.
والرضيعة صابرين لم تكن الحالة الوحيدة التي ولدت بهذه الطريقة ففي 21 أكتوبر، ولدت مكة أبو شمالة بعملية قيصرية قبيل وفاة والدتها التي أصيبت بجروح خطيرة جراء غارة جوية على المبنى الذي كانت فيه في رفح.
وكان رامي الشيخ، عمّ صابرين، يذهب يوميا الى المستشفى لتفقّد ابنة شقيقه. ويقول إن "الطفلة تعاني من صعوبة في التنفس. نتمنّى أن يشفيها الله وتستقر حالتها".
ويتابع "استُهدف منزلنا الذي كان يؤوي نازحين وكلهم مدنيون وأطفال، بصاروخين".
يروي أنه أطلق على ابنة أخيه اسم "صابرين الروح"، لأن والدها كان يريد أن يسميها "روح"، فاختار لها اسما مركّبا، تكريما لوالدتها "صابرين" وعملا برغبة والدها.
ويضيف بحسرة "شقيقي كان عبارة عن أشلاء". ثم يقول بيأس "أناشد كل العالم أن ينقذنا من هذه الإبادة الجماعية".