أبناؤنا إلى أين؟!
قد أستطيع اختصار الكلام هنا وقد لا أستطيع في عنونتي المختصرة في سطورها والعميقة في معناها …. فثمة فكرة تراودني أن أدونها هنا، ولكني لا أعرف من أين أبدأ، وكيف وبأي الحروف والكلمات أبدأ، فأولها نقول إن أبناءنا في تراجع فكري عميق على الرغم من العولمة والتقنية والتكنولوجيا الحديثة حيث أخذت مساحة كبيرة وعميقة من فكرهم وأفكارهم، فنقول إن لكل شيء سلاحًا ذا حدين، وأيضًا هناك مثل يتداول لدينا وهو (أمسك عصاك من أوسطها) أي خير الأمور أوسطها فلا إفراط ولا تفريط، ولكن الحاصل والظاهر لدى العيان بأجمعها أن التقنية والأجهزة الإلكترونية لعبت دورًا كبيرًا في حياة أبنائنا وشبه اعتراء عقولهم عاهة تشل أي تقدم وتحضر فمع سوء الاستخدام لتلك الأجهزة وغياب الرقابة الأسرية والتوجيه من المحيط أصبح أبناؤنا ضحايا لتلك الأصنام المتحدثة بصنوف اللغات والثقافات والأطروحات غير الهادفة …..
هنا نتوقف قليلًا مع أنفسنا ونرى النتائج المدمرة التي وصل إليها أبناؤنا وبناتنا من شل في التفكير، وشرود ذهني ملحوظ، ونسيان، وعدم الرغبة في ممارسة أي أنشطة خارج نطاق هذا الجهاز المتناول بين أيديهم، والانحطاط السلوكي والأخلاقي والعزوف عن أي نشاط ثقافي وتعليمي وديني يعود عليهم بالفائدة …..هذا بإلإضافة لإضاعة الوقت، وشغل أوقات الفراغ بما لا يعود بالفائدة.
هذا على الصعيد الفكري والتعليمي والأخلاقي والسلوكي. نأتي على الصعيد الصحي فكثير من الأضرار والأعراض تظهر نتيجة إدمان استخدام الأجهزة في المراحل المبكرة لدى الأبناء والبنات أولها التأثير على الجهاز العصبي مما يسبب إصدار سلوك التوتر والعصبية والشرود الدائم وكثرة النسيان ….
التأثير الصحي على النظر في الآونة الأخيرة أصبحت إحصائية ممن يعانون ضعفًا في النظر نسبة لسابقتها أعلى بكثير وفي مراحل مبكرة.
كما أن البعض أصبح يشتكي من زيادة مرض التوحد لدى الأجيال الحديثة ….. ووالخ غيرها من التأثيرات الصحية هنا يأتي دور كل مربٍ ومعلم وموجهه في التوعية باستخدام هذا الجهاز المفيد في ذاته والمدمر لمن حوله إذا أسيء استخدامه.
كلمة لأولياء الأمور والمربين والموجهين في طرق استخدام الأجهزة:
-اختيار المرحلة العمرية المناسبة لاستخدامه.
-تحديد الأهداف المناسبة بعد السماح لهم.
-تحديد أوقات زمنية.
-الرقابة على ما يشاهد ويتابع.
-توعية في ضروريات استخدامه.
طرح برامج مفيدة من خلاله لمتابعتها والاستفادة منها.
-حضر مواقع وبرامج المدمرة أخلاقيًا وسلوكيًا وفكريًا وما إلى ذلك.
-الانضمام لبرامج ودورات توعوية ورياضية وثقافية لشغل أوقات الفراغ.
-عرض تجارب سابقة لنتائج كثرة استخدام الأجهزة دون فائدة.
-عرض أفلام توضيحية لتكوين جسم الإنسان ودماغه وما يستوعبه ويتحمله في تخزين المعلومات.
وأختم ….. ليكون وعينا نحن الكبار أوسع مما نحن عليه لينعكس ذلك على وعي أبنائنا في تقنية تظهر لنا مستحدثًا.
هذا وحفظ الله أبناءنا وبناتنا وسدد خطاهم ونفع بهم مجتمعهم وأرجو أن أكون قد وفقت لطرح ما هو مفيد لنا ولأبناء مجتمعنا