العزيز كلكامش ..من حقك ان تختار ...نعم لست مسيرا ...فلقد اختار اخرون قبلك النظريات والفرضيات ...التي يريدون الايمان بها ...انت تريد ان تؤمن بأن عدم علم الله بالمستقبل لا يوصل للجهل ..لأن المستقبل غير موجود ...لكن هذا سيدخلنا في اشكالات رهيبة ..مثلا تساءلت الان بيني وبين نفسي (ان كان الله لا يعلم بالمستقبل ..فهو مثلا في زمن المسيح لم يكن يعلم انه سيكون هناك نبي اسمه محمد ...فكيف بشر به عيسى مثلا؟)...انا اسفة الامر غير مقنع اطلاقا ..فهو سينسف كل شئ ...ومن هذه الاشياء الاخرة والحساب والجنة والنار فهي كلها اشياء لم تحدث بعد فيما وصفت مواقفها كثيرا في القران ...
وكيف نقول ان الله لا يعلم ما سيكون وهو عز وجل يقول في سورة الروم (بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦) )...وهي بشارة صريحة بما سيحصل بالمستقبل ....فهل يكذب الله ويحدث بما لا يعلم؟...حاشى لله.
وكيف نفسر قوله عز وجل :
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}...وهي اية تتحدث عن المستقبل وعن علم الله بما يجري فيه مما يجهله العباد ....
وكيف بشر الله يوسف برؤيا ستكون احداثها بعد سنين بعيدة واقصد هنا سجود اخوته وابويه له وهو على العرش ...اذا كان الله لا يعلم ما سيكون لأنه غير كائن ...
هذه الاستفسارات طرحت نفسها الان بقوة على عقلي ...
اخي ابو سما ...انا لا استطيع ان اؤمن ان الله لا يعلم بما لم يحصل بعد مهما كانت التفسيرات ...ان ذلك يناقض كل القواعد التي بني عليها فهمي وايماني وديني ...ولن ادخل في الفلسفة والنظريات ...فالايات صريحة والعقل اذا اراد ان ينتهج منهج الشك في كل شئ فسينتهي الى الضياع ...فلنا قدرات محدودة بقدرة عقولنا وحواسنا وهناك عوالم اخرى لم نرها وانكار ما لا نفهمه خطير ...
فلربما كنا لا نفهمه لقصور فينا لا لأستحالته ..
لك التحية ...
وشكرا لنقاشك وسعة صدرك