"شميرام.. سيدة قصر شمشيداد ملك العالم، ملك بلد آشور، أُمَ اداد نيراري ملك العالم، ملك بلد آشورو كنّة شلمناسر ملك الاقطار الاربعة . قد تكون هي سمير اميس المذكورة في التواريخ او قد تكون شميرام زوجة حنّون ملك سوريا او قد تكون امرأةً اخرى ملكت آشور وبابل بعد موت زوجها الملك "تغلت نينيب" واستطاعت ان تثبت للعالم بأن العقلية العسكرية او الفكر المتطور لا يعرف الفرق بين الذكر والانثى.بعض الاساطير تقول بأن الالهة اختارت"اترغاتيس" لتتزوج الشاب الحائك بعد ان تغريه بجمالها ، اغرته وبعد ان تحصل على ما أرادته الالهة تركته لمصيره المضني واندفعت في البراري حتى جاءها الطلق ونادتها الالهة بعد ان ولدت ابنتها بأن تتركها لان ابنتها اصبحت في حرز أمين. اما الطفلة فقد كانت "شميرام" "سمير أميس" التي تكفلتها الالهة بالرعاية حيث بعثت لها بسبع حمامات بيض كبيرات تمثل سبعة الهة لترعى هذه الطفلة.وبعد فترة تركتها الحمامات لاحد الرعاة الذي كانت زوجته عاقر فاستطاعت ان تربيها كأبنة لها واعتبرتها عطية من الالهة وقد اطلق عليها اسم "شمي- رام" أي الاسم الرفيع بالارامية.بعد حروب طويلة بين الآشوريين والكلدانيين البابليين استطاع الآشوريون السيطرة على بابل وقد تزوج نائب الملك الاشوري "شميرام" بعد ان شاهدها في أحد المهرجانات وبعد استدعاء الملك لنائبه وزوجته "شميرام" الى نينوى عاصمة الآشوريين حدثت امور كثيرة دعت الملك الى استبقاء النائب وزوجته في نينوى. وفي احدى المعارك التي دارت بين الاشوريين والبختياريين والتي انتصر فيها الاشوريون سقط نائب الملك صريعاً وجرحت زوجته "شميرام". وبعد ان استقرت الامور اختار الملك الآشوري "تغلت نينيب" "شميرام" زوجة له لما لها من حكمة وقوة ومراس وجرأة نادرة انقذت بها جيوش آشور من الهزيمة والذل. وبعدة مدة من الزمن ثار آشور ناصر بال على والده عندما كان الاول نائبا للملك على كرخ بابل، وعندما يئس الملك من عودة ولده الى رشده قاد جيشا كبيراً انتصر فيه الولد على ابيه وقد استفادت "شميرام" من هذه الواقعة بان اعدت جيشا كبيرا لاخذ الثأر للملك الذي قتله ولده واستطاعت بهذا الجيش ان تنتصر على آشور ناصر بال وتستولي على بابل ثانية واستقر بها المقام في نينوى، ملكة عليها اما بابل فقد تركت امرها لأحد القادة الشبان حيث اوصت باعمارها واعادة الحياة لابنائها. لقد خاضت الكثير من الحروب والفتوحات انتصرت في اغلبها وفشلت في بعضها عندما كانت تنغمس في الملذات الجسدية مع احد قواد جيشها الذي كان بطلا في الحروب وشابا متمكنا في علاقاته مع الملكة.اما اعمالها العمرانية فقد تفوقت فيها على كل الملوك والاباطرة في كل مدن الدنيا. وقد كانت نهايتها على يد ابنها "نينيا" الذي تآمر عليها مع زوجته اللعوب التي استطاعت ان تسيطر على قلبه وعقله بمكرها.ان اختصار حياة "سمير اميس" بهذا الشكل قد يكون فيه غبن كبير لهذه المرأة التي تربطها الاساطير بالالهة ولكن تصرفاتها هي تصرفات امرأة تنتمي الى الجنس البشري فهي عاقلة وحكيمة وتستشير الحكماء فضلا عن حكمتها وعقلها النيَّر.لقد استطاعت الاسطورة ان تخلق من هذه المرأة معجزة خارقة ولكننا وجدنا الجانب الانساني الذي استطعنا ان نستشفه من خلال علاقتها بالناس في بلدها القديم بابل وفي مملكتها الجديدة نينوى التي استطاعت من خلالها ان تظهر للعالم قوة وفعالية المرأة عندما تستعمل العقل والجسد في اكتساح المدن والقلوب. "سمير اميس" المرأة التي قادت العالم هي النموذج الذي يظهر المرأة متمكنة من مواهبها وتستطيع بها ان تقود الشعوب لتنتصر وتبني امجادها التاريخية في الحروب وفي حالة السلام والرخاء .
عالم المرأة