قصيدة ( قذى بعينك ) للخنساء
إذا ذكر فن الرثاء فأول ما يتبادر إلى الأذهان قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر ، حيث قالت :
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ * أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّار
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ * فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرار
تبكي لصخر هي العبرَى وَقدْ ولهتْ * وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استار
تبكي خناس فما تنفكُّ مَا عمرت * لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتار
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا * إذ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّار
لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبر * وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وأطوار
قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرو يسودكم * نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّار
صلبُ النَّحيزة وَهَّاب إذَا منعُوا * وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَار