قصيدة الربيع
هل من رجُوعٍ لربِيع أخاذُ
مرت عليه سُبُوتٌ و أحادُ …
وأصبح كالزهر ِأصابهُ من صباحٍ
برد فأدمعت عينيهِ فغدا نيادُ
يبكي كبعل بليلة زفاف ٍبين ضِفافٍ
أو كخدود جارية عليها الكرى أشهادُ
تقول لصاحبها أويتُ بليلةٍ
أسكرُوها الجوى والبُعادُ…
دع عنك يا زهر التشبه بالصبا
لا مثلك الحصوات ُوالأوتادُ
يلُمُ به أبا الحن بين سواقي الربُى
لعشه بان ..بالطين تخلطه الأعوادُ
قال لما الشجرُ انحنى
هو كمثل الشهداءِ لم يبطئوا و عادُوا
وغريفُ الأحواضِ يلُمُ قعرهُ
في فاه كمثل جدة بذي آمادُ
بين درُوب ِالحقوُل أشجارٌ
لها أوراقُها المنطادُ
كرِيشٍ من غلمانِ كلبٍ
قامت تُدوِرُ صاحبها انفرادُ
وماء طويل جريه
تحسبه جيشُ قلاع نهوادُ
تساقطت به أوراقُ الصنوبر ِ
وجذوع اللُوتس وأعوادُ عبادُ
تسري عليها الخطوب ُ” يقظانة ً”
تمدحُ الحياة و الرُبى إنشادُ
لما حللت يا ربيع ُورُحت
ألست علينا قبل الرحِيلِ عيادُ
من ذا يدع الربيع يزهوا على ثراه
جوهره السرور لا الطير والأعواد
قلي يا محفل العشب
هل من عود لأشياء تشاد
برمت غاية المنى فمنك الهناء
ومنك من عرس الحقل أولاد
هن طير زقزق بين غريد
طفيلي جاء بغتة من سواد
عليه ريشه المصنع بوردي
ومنقار مرمري وقد له إسعاد
بين غصون البلوط والصفصاف
إلى شجيرات الفلين والأوتاد
يصفر تصفيره الذي له
يظل الحزين ولعا ونهاد
عليك يا أم الحياة ملومة
لم تصيري رغم اللوعة إنشاد
برية على الخطى والتقى
بجوك الصحو وليلك المداد
كتبها الشاعر احمد جريري