أصداء ذكرى
العمرُ حُلمٌ، لا تَقرُّ رغائبُهْ
لو ذَرَّفَ الخَمسين وَهماً عازِبُهْ
يمضي بنا، والذِّكريات على الضفافِ
تناوشَت قلباً تأرجح قاربُه
حتّى نَبغتِ من الحُشود جريئةً:
ذِكرى، يُبدّد ما احتواها ذائبُه
تأتي مع الليل البهيم بجَحفلٍ
زحفَت بنقعٍ كالسَّديم كتائبُه
تغفو منوّمةُ الجراحِ على الشَّجا
حتّى تثورَ من السُّكون عجائبُه
وأنا قريحُ الجفنِ، أرقعُ خاطراً
من ذكريات بالوصالِ تجاوبُه
لا تنكئي جُرحاً تطامَن موجُه
تصحو الجراحُ؛ فتُستفزّ غَواربُه!
كُنتِ المُنى، والرّوح غضٌّ عودُهُ
واليوم شاخَت في العُروق نجائبُه
ورحلتِ من قبل اللقاء حفيّةً
لا كان يوماً تستفيق رَواسبُه!
وأنا سُهَيلٌ في مدارِ النَّحس.. يُرهِقُ
حظَّه، وعلى الكثير يُعاتبُه
يرنو الثُّريا، واللقاء محرّمٌ..
تَزهو، وذاك الحلم يخبُو شاحبُه
لا تنكئي جُرحاً، فهذا خافقٌ
قد أثخنته من الزّمان عقارِبُه
قلبي حقولُ القمحِ صوَّحَ زرعُها
ولأنتِ جَمر في الضُّلوع يُواربُه
وبحضرموتَ كثيبُ قلبي تائه
والرّيحُ أنتِ إلى الشتات تُصاحبُه
لا توقظي بالحرف وهماً غابراً
أدميتهِ حتّى تلبّد شاخِبُه
ودعي المقاديرَ التي قد فرّقت..
تجري، وهذا الكاس أُترع شاربُه!
فراس عبد الرزاق السوداني