معبد كل الأديان في قازان

في ضواحي مدينة قازان عاصمة تتارستان يوجد واحداً من أهم المعالم السياحية التي يتجه إليه كل من يزور مدينة “قازان” بل والمواطنون التتار ويقفون أمامه بإنبهارً وإعجاب ! هو نصب معماري غير عادي جدا من عصرنا يطلق عليه إسم معبد كل الأديان أوالمعبد العالمي تم بناؤه على شاطئ نھر الفولجا، وتنعكس صور قبابه الساطعة والملونة على صفحة المیاه،لا تقام فيه أى نوع من الصلوات ولا تقام أي احتفالات في داخله، فهو مجرّد مبنى ثقافي، فهو ليس مكان عبادة بالمعنى الحرفي للكلمة بل هو مساحة تلاقي بين مختلف الأديان والاعتقادات من أجل إيجاد قواسم مشتركة بينهم مبنى يجمع بين تصميم المسجد والكنيسة والكنيس اليهودي والمعبد البوذي ،إضافة إلى معالم لـ 16 ديانة حول العالم .

بُنى معبد كل الأديان أوالمعبد العالمي على مساحة صغيرة من الأرض ،ويتكون من عدة قباب و مآدن و أبراج تمثل الهندسة الدينية لحوالي 16 ديانة في العالم،ومما يميز هذا المعبد أن تصميمه الذى يضم الطراز الإسلامي مع معالم الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وغيرها من المجامع الكبيرة يتوج قبابها “الهلال” الإسلامي، و”الصليب” بالإضافة إلى “نجمة” داوود ،وعلامة “ريريخ”، و”القبة” الصينية وغيرها من الرموز التي ترمز إلى الديانات

أما في داخل المعبد فتجد على الجدران والأسقف “آيات قرآنية” و”صورًا تجسد السيد المسيح” بحسب العقيدة المسيحية و”تمثالًا لبوذا”، و”نجمة داود” إلى جانب “لوحات فنية” ، أما في داخل المعبد فتجد على الجدران والأسقف “آيات قرآنية” و”صورًا تجسد السيد المسيح” بحسب العقيدة المسيحية و”تمثالًا لبوذا”، و”نجمة داود” إلى جانب “لوحات فنية” ،صاحب الفكرة ومؤسس المعبد هو النحات التتاري “إلدار خانوف”،والذى كان حلمه أن لا يكون هناك كراهية بين الناس على أساس الدين ،والذى بدأ انشائه في عام 1992 ،فكرة إقامة معبد جميع الأديان أكثر تعقيدا وأعمق بكثيروليس المقصود أنه كما يعتقد خطأ من قبل الكثيرين، فكرة إجتماع عدد من المعابد الدينية حيث يصلي المسلمون و المسيحيون والبوذيون تحت سقف واحد ،كان إلدار خانوف إنساني عظيم ،وحلم بجلب الإنسانية إلى الانسجام العالمي، وإن كان تدريجيا، في خطوات صغيرة، وكان من بين هذه الخطوات بناء معبد كل الأديان أوالمعبد العالمي

قصة وتاريخ ” إلدار خانوف”

في عام 1940 توفى إلدارخانوف أوهكذا اعتقد أبواه في”ستارويه أراكتشنو”(بلدة بالقرب مدينة قازان( وكانت أم إلدار “مناسي خانوف” تخيط الأكفان للموتى، وراحت تخيط أيضاً كفناً لـ إلدار ، لكنهم لم يعجلوا بدفن الصغير، وفي اليوم الثالث عاد إلى الحياة بحسب ما تهيأ لأبويه، كان أبوه “مناسي خانوف” قد استبدل بحذاء إلدار لبنا، وبهذا اللبن “بعث” ابنه ورعاه بحسب اعتقاد والده.
تخرج من مدرسة كازان للفن، وكان كثير الترحال في الدول الشرقية من أجل الدراسة،درس فنون شعوب الشرق، والبوذية، واليوغا وعلوم الطب في التبت والصين، ومارس الطب وعلاج الطاقة كانت فكرة المعبد تراود إلدار، وحين عودته إلى وطنه روسيا، أراد أن يطبق أفكاره، وهكذا في عام 1994 بدأ في تشييد معبد كل الأديان، وكرس د. إلدار خانوف وقته لبناء مشروعه بالإضافة إلى عمله الفني في النحت وأيضا كمرشد ومعالج لبعض المدمنين للمخدرات للتخلص من الإدمان وهؤلاء عادوا وساعدوا خانوف في البناء.

وعلى مدى 40 عام من العمل الإبداعي قام خانوف بصنع أكثر من 70 منحوتة و قطع زخرفية ضخمة، و هذا بالإضافة لمئات اللوحات التى تزين العديد من لوحاته المتاحف الروسية و كذلك بعض الشوارع و الميادين في العديد من مدن تاتارستان، كما عُرف عن خانوف مجهوداته الكبيرة في علاج إدمان الكحول و إدمان المخدرات و الأمراض المختلفة الاخرى، و في الواقع فإن المرضى السابقين و الحاليين هم من يساعدون في تطوير المعبد عن طريق المشاركة المباشرة في أعمال البناء أو من خلال رعايته، توفى في فبراير من عام 2013 و لم يشاهد خانوف إكتمال المعبد العالمى،و قد أصبح المعبد معلماً شعبياً في مدينة كازان، و التي تفخر بالمزيج السلمي للثقافات المختلفة و التي تشمل التتار الإسلامي و الروم و الارثوذكس و غيرها
عنوان معبد كل الاديان فى كازان:
Staro-Arakchinskaya Ulitsa, 4, Kazan, Republic of Tatarstan, 420079