النزوح والرئاسة يتصدران المشهد في لبنان



استعاد اللبنانيون ذكرى بدء الحرب الأهلية (13 أبريل 1975) بعبارة «تنذكر وما تنعاد»، إذ قالت مصادر لـ«البيان» إن الحرب اللبنانية التي بدأت منذ 49 عاماً تماماً لم تنتهِ بعد، فعامذاك كان الهدف الأساسي للحرب استكمالَ ضرب سيادة الدولة وهيـبـتها وخلق «دويلة» أقوى من الدولة. واليوم، الهدف مستمر، وإنْ بشعارات أخرى وأسماء أخرى.
وثمّة إجماع على وجود حرب أهلية دائمة التجدّد يعيشها لبنان، بصراعاتها الأهلية الفعلية، وليس بالضرورة أن تكون مستندة إلى عناصر عسكرية أو «خطوط تماس»، إذْ لا يمكن لسرديّة الحرب أن تُختصر ما بين 1975 و1990، بل لها ما قبلها وما بعدها، وما يتجدّد اليوم على وقع صراع وجهات وتوجهات وانقسامات.
ملفّ النازحين
وعاد ملفّ النازحين السوريين في لبنان ليتصدّر قائمة الأولويّات اللبنانية مجدداً، وخصوصاً غداة تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، سعيه للبدء بما يلزم في هذا الملفّ، من خلال الاتصالات الدولية التي يقوم بها للحلّ، مشيراً إلى أن هذا الحلّ يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة «لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا إلى لبنان تحت عنوان لاجئين»، وفق قوله. وعن الآلية، كشفت أوساط حكومية لـ«البيان» أن ميقاتي ينتظر قراراً من الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، يتخذ أهمية القرار الدولي، وسيضمن وضعيّة المناطق التي أصبحت آمنة للعودة إلى سوريا، على أن تكون الخطوة الأوروبية هذه توطئة لـ«مؤتمر مستقبل سوريا» في 27 مايو المقبل.
حِراك الخماسيّة
وفي غمرة أزمة مستعصية على الحلول الممكنة، في المديين القريب والمتوسط، مضى أسبوع آخر من المراوحة في التعطيل، من دون أن يلوح في أفق الأزمة الرئاسية، المستمرّة منذ 31 أكتوبر 2022، ما يؤشّر إلى انفراج، وسط ثبات أطراف الانقسام الداخلي، كلّ خلف شروطه، ورفضه الشراكة في بلورة توافق على انتخاب رئيس جديد.
وعلى ما تؤكّد مصادر لـ«البيان»، من المقرر أن تكثف المجموعة الخماسيّة العربية والدولية حركتها اللبنانية خلال الأيام المقبلة، بحيث ينطلق سفراؤها في جولة تشاور جديدة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني والقضايا المتصلة به.
في المقابل، لا يبدي المتابعون للمستجدات السياسية على الساحة اللبنانية كبير أهمية لحِراك سفراء دول الخماسيّة في لبنان وتجوالهم على القيادات السياسية والمراجع الروحية، من أجل تدوير الزوايا في الملف الرئاسي الشاغر.