إهداء للبخلاء مع المعذرة!
أنا هنا الآن لأسكب هذا الاستياء بتساؤل جريء: ما السبب من البعض بممارسة فن البخل إن لم أقل قبحه! شعرت بتردد وبتحفظ من الفكرة ذاتها، لا شيء يخصني هنا ولا شيء يستثير فضولي فقط أتساءل: لما لا أمتلك الجرأة في التحدث ومواجهة هذه الفئة من بعض البخلاء! رغم أني لا أجرؤ إلا أن أكون أنا وقلبي بفيض من الكرم لمن يستحق مني، فلدي من المواقف والحكايا مما سمعته شخصيًا من البعض الكثير، وقد لا أتجرأ أيضًا أن أذكر تفاصيلها رأفة بحال من يعاني ومن يمارس ومن يظن أن هذ النص إهداء له شخصيًا! ولنفترض حسن النية. حيث وصل إلى سمعي بزعم البعض من يقرأني هنا أنه يدرك جرأتي الأدبية في إثارة بعض السلبيات عند الكتابة، التي تكشف بعض السلوكيات! لكنني أومن فقط بصدى أفكاري ووجهة نظري، وعلينا أن نحرر لجام فكرنا بتوازننا الذاتي هنا ليس إلا! كل الشكر والتقدير لمن أتاح لي الفرصة للكتابة عن هذا الشأن، رغم أنني أجد حرجًا فيما سأكتبه ليصل للقارئ كما ينبغي وإلا فما ضرورة كتابتي هنا!

أعرف أشخاصًا يبخلون ويميلون للحصول على الأشياء لمصلحتهم. من السهل التعرف عليهم لدى البعض. لندع الغير يعيش حياته، إذا لم يكن بخلهم إهانة مباشرة لك، فسأترك الأمر وشأنه. ومن ناحية أخرى، إذا كان البخل يؤثر عليك لأنك تعطي أو تدفع أو يتم استغلالك دائمًا فتوقف! توقف عن الدفع والعطاء والقيام بأشياء لا ترغبها أنت! إلا أنهم قد لا يرغبون أن يخسروك بعد فترة من الوقت، ولكن هل الشخص الذي يستغلك قريب وصديق أو زوج؟ البخل هو أن تعرف تكلفة كل شيء، ولا تعرف قيمة أي شيء. حيث البخل بالمال عادة ما يكون مصحوبًا بالبخل في مجالات أخرى من الحياة، بخيل بالتعاطف والحب والرحمة والوقت والاهتمام والاحترام، والكثير من الأشياء المطلوبة الأخرى التي تريدها في الطرف الآخر. في كثير من الأحيان، لا يفكرون حتى في تصرفاتهم الأنانية أو كيفية تأثيرها على الآخرين، ليس دائمًا ولكن في معظم الأحيان، يقوم الناس بتصحيح تصرفاتهم. إذا أدركت أن أفكارك ومُثُلك بشأن الأمور المالية وإنفاق المال والمعيشة مختلفة مع من تحب، أنقد نفسك بالكثير من البخل والشح. عندما ترى ضوءًا أحمر انتبه للتحذير واتجه في الاتجاه الآخر الذي يجعلك تستمر مع الآخر كما يجب.

لعلي أكون هنا استثناء متحيزة باستفسارات واضحة: ماذا يحدث للناس البخلاء؟ وكيف نتعامل مع الشخص البخيل؟ كيف يمكننا معرفة ما إذا كان الشخص بخيلًا؟ سأكتب الإجابات بأكملها بناءً على مشاهداتي في التعامل مع بعض الأشخاص البخلاء، وبعض من سمعت عنهم ذلك من الأقرب لديهم! لذلك سأجيب من وجهة نظر مختلفة. سأكون واقعية تمامًا وعادلة في طرحي، لن أسمي ذلك الشخص! وأمثاله كثيرون بأنه رخيص أو حتى مقتصد، ولكني قلت عنه بأنه بخيل مما يعني أنه -البخيل- غير راغب في العطاء والمساهمة مع الغير والمبادرة بالتبادل في المجاملات المطلوبة، وكأن الطرف الآخر ليس مهمًا بالنسبة له أو أنه غير مسؤول عنه بلا مبرر، أو أن البخل نقص ملحوظ في الكرم دون الاستسلام للمشاركة، بل المحاولة للحفاظ على أمواله وممتلكاته. صدقًا لا يزال لدي الكثير للتحدث عنه هنا، وستظل هذه المسألة دائمًا نقطة حساسة للبعض! ومحرجة للبعض الآخر. إما أنه -البخيل- أناني ويعطي الأولوية لنفسه على من يستحق منه.

وكأنه ليس مدركًا في الأمور التي ينبغي تقديرها للغير بعد! ولأفترض ممن قصدته هنا مجازًا الزوج! أتجرأ وأقول أيتها الزوجة التي تعانين من بخل زوجك: أنت تستحقين منه أن يكون مستعدًا للإنفاق عليك كما ينبغي وبحدود إمكاناته، ولا تدعي أحدًا يقنعك أبدًا أنك لا تساوي شيئًا عنده، من خلال بخله معك ودون تقديم أي شيء لك. اسألي نفسك هل يرفض أي شيء لديك لتقدميه له؟! نعم أنت تقدمين له الحب والوفاء والعطاء والدعم والهدايا والطمأنينة والألفة؟! إذا كان يأخذ كل ما يجب عليك تقديمه له دون مبادرة ولا تبادل منه ولا الشعور بك! ولكن لا يزال لا يفكر فيما يجعلك تشعرين باهتمام منه؛ فعليك معرفة كم من الوقت أنت على استعداد للعيش معه هكذا دون كرامة؟!

لقد كانت النظرة العامة للمجتمع دائمًا ولا تزال هي أن الرجل الصالح هو العائل الجيد لامرأته وأسرته. معيل وحامٍ وسند وبالتالي يستحق ولاء المرأة واحترامها وحبها. وبذات الوقت، يجب أن تكون الزوجات والنساء مسؤولياتكم كرجال. كل التعاليم تصور الرجل على أنه المعيل وهذا ما يجب أن تكونوا عليه. لذا إذا كان الرجل لا ينفق المال على زوجته أو امرأته وأسرته، فهذا أمر خاطئ وغير عادل، وربما يحتاج فقط إلى أن يكون بمفرده أوفر لجيبه. ولكن إذا أرادت المرأة أن تمتص الاستقرار المالي للرجل؛ فيجب إنهاء هذا التصرف بطريقة ما في أقرب وقت.

إن البعض يعلم ولكنه لا يهتم بما فيه الكفاية، قد يقرأ البعض من الرجال هذا النص ويختلف معي، لكنه يعلم جيدًا أنه عندما يحب ويحترم زوجته، فإنه لن يخاطر بفقدها لأي شيء. هنا الحاجة. أنت تعلم أنك تتصرف بشكل عادل وتعلم أنك تحب زوجتك؛ لذا من الآن فصاعدًا سترفض التعامل معها دون أعذار أو أسباب لسلوك البخل، وستكون رجلًا يعطي زوجته كل ما تحتاجه منك، ولكن عليك فقط أن تثق بنفسك بما يكفي لتعرف أنك سوف تفعل ذلك، كما لو كان كل شخص يفعله مع من يحب ويحترم، وهذه فرصتك الجميلة الأخيرة.

أتمنى لهذه الفئة من الناس الأفضل!