2013-04-03بغداد ـ جريدة الصباح



في وقت عدت فيه وزارة الداخلية، الاعتداءات التي طالت عددا من الصحف العراقية، أمس الأول، بانها «خروج عن القانون»، مؤكدة في الوقت ذاته بانها ستوفر حماية لجميع المؤسسات الصحفية، أعلن مكتب مرجعية السيد الصرخي الحسني براءته من هذه الأفعال. فيما وصف مدير تحرير جريدة «الدستور» (إحدى الصحف المعتدى عليها)، المعتدين بأنهم «شقاوات» استهدفوا الكلمة الصادقة.
وكانت مقرات صحف «البرلمان والناس والدستور والمستقبل العراقي» تعرضت الى اقتحام من قبل مجاميع يصل عدد افرادها لنحو 50 شخصاً مسلحاً بأسلحة بيضاء، مساء أمس الأول الاثنين، وقامت تلك الجماعات المسلحة بضرب ملاكات الصحف بالعصي والهراوات وطعنت بعض العاملين بالسكاكين، فضلاً عن إحراق سيارة تابعة لصحيفة «المستقبل العراقي».
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة العميد سعد معن، في اتصال هاتفي مع «الصباح الجديد»، إن «الوزارة تعدّ الاعتداء على عدد من الصحف العراقية، أمس الأول، عملية خروج عن القانون»، مضيفاً أن وزارته مهتمة بحماية الصحفيين والاعلاميين بكل مسمياتهم.
وأشار معن إلى أن «هناك عملية تنسيق عالي المستوى منذ يوم أمس الأول، بين قيادة عمليات بغداد وبين جميع تشكيلات وزارة الداخلية مثل النجدة والاستخبارات، من اجل توفير الاجواء الامنية المناسبة وحماية الصحفيين»، مشدداً على ضرورة «توفير حمايات للمؤسسات الصحفية»، مؤكداً «اننا باشرنا بهذا الامر منذ اليوم (أمس)، وشددنا على ضرورة أن تكون هناك دوريات قريبة على موقع الصحف».
وعن الجهة التي تقف وراء الاعتداء، أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية «نحن لا نريد ان نتهم أحداً، لان هناك أمورا تحقيقية، وقد يكون المهاجمون هم فعلاً من اتباع المرجع الصرخي، أو يمكن أن يكونوا أشخاصاً نفذوا فعلتهم باسم المرجع، لذلك فان التحقيق هو الذي سيثبت من الجهة المعتدية ويتم تطبيق القانون عليها، لان الاعتداء على المواطنين وعلى المؤسسات الاعلامية واثارة البلبلة، تعد جملة من الأمور التي يحاسب عليها القانون».
من جانبه اعلن مكتب مرجعية الصرخي، الثلاثاء، «براءته» من العمليات التي استهدفت مقار اربع صحف في العاصمة بغداد يوم امس الأول.
وربطت بعض التقارير المحلية بين عمليات الهجوم واتباع مرجعية الصرخي، حيث أن بعض الصحف كانت قد نشرت خبراً عن الاخير وعنونته «الصرخي يطالب بريع العتبة الحسينية واحتلالها». إلا أن مكتب الصرخي اصدر بيانا استيضاحيا وقتها، وقد نفى ما ورد بالتقارير.
وقال المتحدث باسم مرجعية الصرخي الحسني محمد الياسري في تصريح ورد لـ»شفق نيوز»، إن «مرجعية السيد الصرخي الحسني براء من هذه الأفعال».
واضاف أن «هذا السلوك مرفوض وسبق لمرجعيتنا ان تعرضت لضغوط ودمرت لنا مساجد في عدة محافظات وأعتقل منا العديد من مقلدي السيد الصرخي الحسني ولكننا لم نرد إلا بالكلمة الطيبة».
وبين «نحن ندين بشدة هذه الافعال ونريد لوسائل الإعلام أن تمارس عملها بحرية بعيداً عن الضغوط والتهديدات التي سنواجهها ونرفضها جملة وتفصيلا».
وأدان نواب من كتل مختلفة الاعتداء السافر على الصحف الوطنية ووصف رئيس كتلة المواطن النيابية باقر جبر الزبيدي الاعتداء باليوم الأسود
وأصدر الزبيدي بيانا عبر فيه عن إدانته وكتلته لاستهداف الصحف الوطنية من قبل مجاميع ضالة، ووصف البيان يوم أمس الأول بأنه يوم أسود في جبين الذين وقفوا عاجزين عن الدفاع عن الصحافة العراقية.
وقال: ان الأجهزة الأمنية مطالبة بأخذ دورها الوطني بحماية السلطة الرابعة كما سنقوم في مجلس النواب بدورنا لأننا نعتقد ان الاعتداءات تمثل عدوانا على الدستور وضعف أداء الأجهزة الأمنية في حماية الكلمة الصادقة.
من جانبه استنكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية همام حمودي حادثة الاعتداء على عدد من مقار وسائل الاعلام واصابة عدد من موظفيها أمس الاثنين.
وقال حمودي، القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي، في بيان تلقت «الصباح الجديد»نسخة منه ان «الاعتداء الذي شهده الاول من نيسان على صحف [الناس والمستقبل العراقي والبينة الجديدة والبرلمان والدستور]، مخيف ومقلق، لذا ندعو الجهات الامنية الشجاعة بالاستمرار في مضاعفة الجهد لحماية صاحبة الجلالة من الظلاميين والذين لايروق لهم سماع الحقيقة».
وأعرب حمودي عن تمنياته لجرحى الاعتداء جميعا بالامن والشفاء وللعراق بالاستقرار والازدهار.
هذا وقد وصف مدير تحرير جريدة «الدستور» الزميل منذر عبد الحر الاعتداء على مقر صحيفته بأنه عمل وحشي ولا يمت للثقافة المتحضرة بصلة، مبينا أن «الاعتداء جاء بطريقة (الشقاوات) والهجوم بالسكاكين وشتى الاسلحة الجارحة، وأن المهاجمين حاولوا محاربة الكلمة الصادقة وكبت الحريات».
وأضاف عبد الحر في تصريح خصّ به «الصباح الجديد» أنه «اذا كانت هناك جهة معينة تعترض على أي موضوع طرح في الجريدة، كان الاجدر بها أن تنهج نهجا آخر مثل الاعتراض أو الرد لتصحيح الامر، وليس بهذه الطريقة التي تمت بها مهاجمة المؤسسات.
وتابع أن «زملاءنا الذين اشتبكوا معهم في بداية الهجوم، في استعلامات الجريدة، قالوا ان المهاجمين ادعو بانهم ينتمون الى المرجع الديني الصرخي، وكان عددهم كبيرا تجاوز الـ30 شخصا»، لافتاً إلى أن «القضية تحمل العديد من التساؤلات، فكيف تمكن هذا العدد من المسلحين من الدخول، ومن أين جاءوا؟»، مبيناً أن «الصحفي العراقي يعمل في حقل الغام، وهو مغامر كبير، ونتمنى ان يحفظه الله. وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، قد طالبت، أمس الثلاثاء، السلطة التنفيذية واجهزتها الامنية بإنهاء حالة الصمت واللامبالاة، واتخاذ اجراءات حقيقية وعاجلة لكشف هوية المليشيات التي اعتدت على 4 صحف، مساء امس الأول، وتقديمها الى القضاء لتنال جزاءها العادل.
واشارت الجمعية في بيانها الى ان «الجمعية تأمل من السلطة التنفيذية المتمثلة برئاستي الجمهورية والوزراء ان تقوم بإجراءات تتلاءم وحجم الجريمة وخطورتها، وان تكون اجراءات ذات مصداقية وليس تشكيل لجان تحقيقية شكلية لا تقدم اي نتائج عملية، لاسيما وان السكوت عن مثل هذه الجرائم لا يشجع مرتكبيها على الاستمرار فحسب وانما يجعل السلطات الرسمية شريكة لها في الجريمة».
إلى ذلك، دعا مرصد الحريات الصحفية، المؤسسات الإعلامية في بغداد الى أخذ الحيطة والحذر لحين الوصول الى اتفاق مع وزارة الداخلية على آلية لتوفير حماية لمؤسسات تتلقى تهديدات أو تشعر بخطر تعرضها لهجمات، وفي الوقت الذي كشف عن نفي المرجع محمود الحسني الصرخي صلته بالهجمات التي شنت امس الأول على اربع صحف وسط العاصمة، طالب السلطات الامنية بتوفير الحماية اللازمة والتحقيق في الهجمات وملاحقة من «يُربكون أوضاع البلاد الأمنية».
من جهتها، طالبت القائمة العراقية، الثلاثاء، الحكومة والجهات المسؤولة بحماية المؤسسات الصحفية والاعلامية، واخذ القصاص العادل تجاه من قام بالتعدي على بعض الصحف المحلية .