نداء لكل إنسان مرّ بظروف قاسية عليه
أياً كانت هذه الظروف ومدى قسوتها
أقول لها أو له :
اذهب إلى من يحبونك بلا غرض ويعتزون بك ويفخرون بصحبتك ولا يحملون لك
مشاعر العداء أو الكراهية أو التنافس
"التحم" بهم ...واحتم ِبهم من الوحدة والغربة النفسية وشرور الدنيا
وشرور النفوس الضعيفة وشرور الملل والكآبة والشك ..
والشعور المؤلم بتفاهة الشأن واللاجدوى
فالإنسان لا يشعر بالسعادة الحقيقية إلا وهو بين من يحبونه حباً صادقاً,مجرداً من كل غرض
وحين يبتعد عمن يحقدون عليه وينفسون عليه مامنحت له الحياة من أسباب النجاح والسعادة
أنت وسط الحاقدين المتآمرين لست أنت
بل شخص آخر,غريب على طبيعتك المألوفة وعلى نفسك
شخص متوتر لا تشعر بالأمان ولا الراحة ولا الثقة فى أى شىء حتى نفسك
ولا تستشعر الإبتهاج أو السعادة أو الصحة
جسمك وأعصابك كالوتر المشدود , أقل لمسة له تصدر رنيناً مزعجاً صاخباً بالإنفعال والتشنج
والصياح والشك
بل إنك تصبح "كالقط" المذعور يشعر بالخطر فيقوس ظهره ويشبّ على أظافر أقدامه ويقف شعر جسمه
ورأسه مدبباً كالشوك أو كالمسامير
بينهم أنت إنسان آخر يتدافع إفراز الأدرينالين داخل جسمك فيزيد توتر أعصابك
وخفقان قلبك .. ولهاث أنفاسك
أما وسط من يحبونك ويتهللون لرؤيتك ولا يضمرون لك شراً ولا حقداً ولا حسداً
فأنت إنسان مختلف تماماً
منتظم الأنفاس , ناعم الملمس, رقيق الصوت
لأن الأوتار مسترخية بإحساس الأمان والإطمئنان
حينها تظهر شخصيتك الحقيقية وإبداعاتك وخفة ظلك ولباقتك
بل ولا أبالغ إن قلت "نجوميتك"
نعم أنت بين من يحبونك
مُحبٌ وجدير بالحب ,بل أنت ملك متوج ونجم من نجوم الإنسانية
مهما كان حظك من نجومية الحياة
وعليك كما يقول لك العظيم عمر بن الخطاب"بإخوان الصدق تعش فى كنفهم
فإنهم زينة فى الرخاء ..وعدّة فى البلاء"