لِأَنَّنِي صَادِقٌ لَا أُحْسِنُ الْكَذَبَا
ظَلَّ الزَّمَانُ بِقَلْبِي يَرْسُمُ النُّدَبَا
فَتَّحْتُ أَبْوَابَهَ لِلنَّاسِ فَاِحْتَشَدُوا
بِهِ وَلَكِنَّهُمْ عَافَوْهُ لِي خَرِبا
وَلَمْ أَغَيِّرْ طِبَاعِي رَغْمَ شُحَّتِهَا
وَإِنْ بَدَوْتُ كَثِيرًا وَاهِنًا تَعِبا
أَنَا خُلِقْتُ بَيَاضِيّاً وَكُنْتُ أَرَى
مِنَ الْبَيَاضَاتِ أُمَّا هَكَذَا وَأَبَا
وَبِي مِنَ الصَّبْرِ إِنْ شَحَّ الزَّمَانُ وَإِنْ
عَلَى شِفَاهِيَ أَجْرَى مَاءَهُ عَذِبا
كَمْ شَاكَسَتْنِي صُرُوفٌ كُنْتُ أَصْرِفُهَا
بِالْحَمْدِ للهِ إِنْ يَمْنَعْ وَإِنْ وَهَبَا
مَا هَمَّ نَفْسِيَ إِنْ جِسْمَي بِهِ وَهُنٌ
مَا الْفَتْكُ لِلسَّيْفِ لَكِنْ لِلَّذي ضَرْبا
لِي عِزَّةُ النَّفْسِ ثَوْباً لَسْتُ أَخَلَعُهُ
بِكُلِّ يَوْمٍ تَبَدَّى رَائِعاً قَشِبَا
نَيْفٌ وسِتُّونَ عَامًا كُنْتُ أَحْمِلُهَا
كَمْ عَلَّمَتْنِي وَكَمْ عَلَّمْتُهَا الأَدَبا
وَلِي قَوَافِلُ أحْلَاَمٍ بِهَا عَبِثَتْ
هَوَجُ الرِّيَاحِ فَضَاعَتْ فِي الدُّرُوبِ هَبا
أَنَا الَّذِي عَاكَسَتْهُ الرّيحُ وَاِنْكَسَرَتْ
وَلَمْ يَزَلْ عُودُهُ للآنَ مُنْتَصِبا
أحمد الشطري