قصيدة للدكتور صالح المنديل
صدى الأيام

هذا ابن آدم لا تؤمن غوائله و إن
اقسم بالنجدين و الشفع و الوتر

إذا الأيام أقست و طال نكالها فلا
شيء يداويها سوى الإقدام و الصبرُ

ترى الغمام الغر اقبلن في الضحى
بعد سنين العوز و الحرمان و الفقرُ

و لا خير في رعد الغمام و برقه إذا
إذا ما أُردف بعده المدرار و القطرُ

تسير بنا الأعوام نحو حتوفنا و
لن تنقضي الأيام أو يسكن الدهرُ

لا صحو يا صاحبي إذا بغيت ثمالةً
سوى يوم العيد و الأفراح و النحرُ

ترنحت في الأهوال حباً في العلى
كما ترنح السكران أوهنه الخمرُ

سفينتي في البحر ضلت مسيرها
تلاطمها الأمواج بل ربانها غمرُ

سأقصد الرحمن إذ ما دعاني بغبطةٍ
و مالي من الأيمان و التقوى سوى نزرُ

كلّت الأقدام من سعيي بها و ما
جنيت سوى الآلام و الأحباط و الذعرُ

إذا طلبت المعالي فنلها عظيمةً
و لا تبالي نميمة الأوغاد و الغدرُ

أفنينا أيام النعومة و الصبا عشواء
حتي تلاشى الدهر و ارتحل العمرُ

و حين بلغنا غاية المنى بانت سرابٌ
فلا العلياء تزهو و لا في خمرها سكرُ

إذا ارتحلنا تهون علينا المكائد و قد
يُخلّدْ ندي الراحتينِ أو من له ذِكرُ

تالله لا اندم على دنيا الفناء ومن
بها عقيدتهم كفرٌ و شيمتهم نُكرُ

يا صاحبي إن لم تكن يوم كريهةٍ
في صولة الأحرار لا جادك القطر