سويدا القلب
قصيدة للدكتور صالح المنديل
يا نفس قد جاءت جمانة لاحقاً
جاءت فأحيت نفوساً شابها الإعياء
نشكر قدومك يا جمان توقدت
عند المجيء قصيدة عصماءُ
يا من سكنتي سويدا القلب بل
انتي في القلب انتي السويداءُ
رأيت جمانْ تلهو فهي صغيرةٌ إذ
بدى لي ما خلاها و التراب سواءُ
حبك شهد يداوي جراح القلب
و ودُّ ما عداك يا جمانُ رياءُ
ما كل العيون ألمعت اذ أشرقت
و ضياء عينكِ يا جمان ضياءُ
امًا الجمال فأنتي بدر سماءه
سنى و رونقٌ في عينكِ و بهاءُ
يحبكِ قلبي دون شرط و غيرك
يا ابنتي هم الأضغان و الدهماءُ
يا خلة الروح لا تبعدي عني
فنار بعدكم و الحتوف سواءُ
أناظر في عينيك من ولهي بها
نور تلألأ آمراً للقلب كيف يشاءُ
عيونك مبعث و للنور مصنعٌ
و عيون الناظرين إليكِ وعاءُ
تغنيت بحب ليلى ما سواها
و في الصبابة منها لذّةٌ و عناء
أعان الله قلوب العاشقين تعزلوا
و عاثت بهم صروف الدهر وهي فناءُ
لست احفل في مودةِ صاحبٍ و
لكل امريء صاحبته جفوة و رياءُ
كل عين حزينة و في أحداقها ألم ٌ
و عيونك يا جمانة فطنةٌ و دهاءُ
وجدت بعد الناس عني سلامةً
و قربكِ مني يا جمانُ صفاءُ
قلوب الآخرين سدٌّ لا يصار له
و فؤادك للمحبةِ روضةٌ غناءُ
وعود الآخرين سراب زائلٌ
و تالله عهدكِ يا جمان وفاءُ
لكل داء دواء يستطاب بنفعهِ
و بارق عينكِ للنفس خير دواءُ
يا دوحةٌ غناء باسمة الربى أنيسة
نفسي تدير هوى القلب أنى تشاءُ
ما أعذب اللحن حين تكلَّمي
اصغي و أسمعُ بهجةٌ و حداءُ
يا جمان مهما تقادم عهدنا
تبقى عهودكِ ذمةٌ و وفاءُ
كواكب تهدي لمن يسري بليل
و في عظيم الحادثات يدٌ بيضاءُ
ما كل من رام المعالي ينالها و
دون يداكِ النهى و الرتبةُ العلياءُ
انتي الرزانة و النهى و من اوتي
الرزانة لن تغرِهِ اللذات و الأهواءُ
وصفت فيك يا ابنتي ما جادت
به قرائح الحكماء و الشعراء ُ
ما عدتُ احفل في مودةِ صاحبٍ
ما للمودة في باقي الأناس بقاءُ
خير من ولدت حواء من بشر و
لن تنجب مثلك بعد اليوم حواءُ
لا خير في عيش اللئيم تفرداً
غرٌ تجول به الأطماع و الأهواءُ
و حسبك يا جمانة من أبٍ
مجداً تليداً بناه يعانق الجوزاءُ
و أنزلك في منازل صفوةٍ حيث
يقيم سراة القوم و الروؤساءُ
ابشري بأن اهلكِ بيض الأيادي
و لا فوق لوائهم يسموا لواء ُ
نحن الذين نعفوا إذا اقتدرنا
وإن يستهين بعفونا السفهاء
و إذ نشكر الرحمنْ حينَ أوسع
رزقنا و دامت علينا غبطةٌ و رخاءُ
أني اخاف غداً يوم كريهة إذا
هرمت و هميَ الإطعام و الإيواء
يا ويح نفسي ذاك اليوم حين وقيعةً
مضت صفحاتُ عمرٌ و عزةٌ و إباءُ
لا تحفلي فكل من سار على هذي
الوطيئة لابد يوم راحلٌ و مضاءُ