ممتنون لك يا رب أن جعلت في أيامنا أعيادًا!
ممتنون لك جميعًا يا رب أيما امتنان أن وصلنا محطة 1 شوال 1445هجرية. يحسن بنا في هذه المحطة أن نشكرك على الوصول ونرفع أكفنا إليك ضارعين أن نعود سنوات عديدة ونحن في عافية ورغد عيش ونَستذكر أعزّاء كانوا معنا واخترت لهم أن يرحلوا إلى مقرهم الدائم ودار الحقيقة عندك. كل الرجاء يا رب بعد شهر من الصيام أن تكون نفوسنا صافية وقلوبنا سليمة طاهرة كما أجسامنا صحيحة. الحمد لك أن جعلت لنا في السنة أعيادًا نعود بها إليك ونشكر فيها من حمل علم الهداية، النبي محمد صلى الله عليه وآله.
أينما تسير وتطالع في صبيحة يوم العيد ترى الرجال والصبيان والصبايا والنساء يلبسون أزهى الملابس وقد جرت العادة عندنا أن يزور الناس أقاربهم بعد صلاة العيد ويأكلون الحلوى، وفي يوم العيد تعطى الهدايا والعيديات فمن يا ترى يعطي أفضل عيدية وكم يعطي؟
الشكر لله؛ نحن نتكلم ونكتب عن العيدية والهدايا والملابس الجديدة ولعب الأطفال والنزهات وفي الدنيا من يفكر كيف يعيل عياله؟ كيف يحصل على خبزة في يوم العيد؟ يبحث عن أي شيء يبقيه حيًا، وهم كثيرون في هذه الدنيا "إنّ الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقيرٌ إلا بما مُتّع به غنيّ والله تعالى سائلهم عن ذلك". كم في الدنيا من يعيش على هامش الحياة؟ ملايين!
هناك عيدية أفضل من كل ما يعطيه معط من البشر لأحد غيره. أما صاحب العيدية العظمى والجائزة الكبرى فهو الله الذي يجازي الصائم الجنة والرزق الحلال الطيب والعافية فما قيمة المال عندما يقاس بالجنة ورضا الله سبحانه؟! شيء يأخذ بالعقل والخيال عندما نقرأ ما يعطي الله عباده المؤمنين في الآخرة! المشاهد التي تعرضها سورة الواقعة لا يمكن تصور جمالها! نِعم وملذات وجلسات أنس وأحاديث تدور في جلسات الأنس! مشاهد يحتاج القراء الكرام أن يقرؤوها بأنفسهم لأنه لا أحد يستطيع وصفها كما وصفها الله سبحانه وتعالى!
سوف يعيش القراء الكرام ساعات وحشة في ليل يوم العيد؛ تغيب أصوات قراء القرآن والأدعية المأثورة ومشاهد زحمة شهر رمضان وحياة الليل، لكنها سنة الله في الكون وإلا كيف تكون الحياة لو لم يجعل الله فيها أيام راحة وفرحًا لعباده؛ يبتهجون فيها بطاعته ويشكرونه على نعمه وكراماتِه ويغيرون أنماط عيشهم؟